كان الواقدي يقول: هو قيس بن مُحَرِّث، يذكر أَنه أَوَّل من قُتِل من المسلمين بعد ما وَلوا يوم أحد مع طائفة من الأَنصار أَحاط بهم المشركون فلم يفلت منهم أَحد، وقاتلهم قيس هذا حتى قَتَلَ منهم عدّة، فنظمُوه برماحهم وهو يقاتلهم بالسيف، فوُجِد به أَربع عشرة طعنة، قد حافته عشر ضربات في بدنه.
قال ابن سعد: قال عبد الله بن محمد بن عُمَارة: لا أَعرف هذه الصفة في قيس بن الحارث ابن عديّ وإِنما حكاها الواقدي عن قيس بن محرّث، ولعله غير قيس بن الحارث، وأَما قيس ابن الحارث فإِنه قتل يوم اليمامة شهيداً.
تقدم نسبه عند ذكر أَبيه وهو جاهلي إِسلامي، إِلا أَنه لم ير النبي ﷺ، وأَسلم في حياته، وأَدّى صدقة ماله، وقد روى عنه إِسماعيل ابن أَبي خالد أَنه قال: دخلت المسجد مع أَبي فإِذا رسولُ الله ﷺ يخطب، فلما خرجت قال لي أَبي: يا قيس، هذا رسول الله ﷺ، وكنت ابن سبع أَو ثمان سنين.
والصحيح أَنه لم يره، وقد رُوِي عنه أَنه قال: أَتيت النبي ﷺ لأُبايعه، فوجدته قد قُبض وأَبو بكر قائم في مقامه، فأَطاب الثناءَ، وأَطال البكاءَ.
وقيس من كبار التابعين. روى عن العشرة إِلا عبدَ الرحمن بن عوف فإِنه لم يَحْفَظ عنه.