للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٩٧ - عَبَّاسُ بنُ عَبْد المُطَّلِب

(ب د ع) عَبَّاسُ بنُ عَبْد المُطَّلِب ابن هَاشِم بن عبد مَنَافِ بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّة. عَمّ رسول الله وصِنْو أبيه. يكنى أبا الفضل، بابنه.

وأمه نُتَيلة بنت جَنَاب بن كُلَيب بن مالك بن عَمْرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر وهو الضَّحْيان بن سَعْد بن الخزرج بن تيم الله بن النَّمِر بن قاسط، وهي أول عَرَبِيّة كَسَتِ البيت الحرير والديباج وأصناف الكسوة، وسببه أن العباس ضاع، وهو صغير، فنذرت إن وجدته أن تكسو البيت، فوجدته، ففعلت.

وكان أسن من رسول الله بسنتين، وقيل: بثلاث سنين.

وكان العباس في الجاهلية رئيساً في قريش، وإليه كانت عِمارة المسجد الحرام والسقاية في الجاهلية، أما السقاية فمعروفة، وأما عمارة المسجد الحرام فإنه كان لا يدع أحداً يَسُبّ في المسجد الحرام، ولا يقول فيه هُجْراً لا يستطيعون لذلك امتناعاً، لأن مَلأَ قريشٍ كانوا قد اجتمعوا وتعاقدوا على ذلك، فكانوا له أعواناً عليه.

وشَهِدَ مع رسول الله بيعةَ العقبة، لما بايعه الأنصار، ليشدِّدَ له العقد، وكان حيئنذٍ مشركاً وكان ممن خرج مع المشركين إلى بدر مُكْرَهاً، وأُسر يومئذ فيمن أُسر، وكان قد شُدَّ وَثَاقُه، فسهِر النبيُّ تلك الليلة ولم ينم، فقال له بعضُ أصحابه: ما يسهرك يا نبي الله؟ فقال: (أسْهر لأنِينِ العباس) فقام رجل من القوم فأرخى وثاقه فقال له رسول الله : (مالي لا أسمع أنين العباس؟) فقال الرجل: أنا أرخيت من وثاقه فقال رسول الله : (فافعل ذلك بالأسرى كُلِّهم). وفَدَى يوم بدر نفسه وابني أخويه: عَقِيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وأسلم عقيب ذلك وقيل: إنه أسلم قبل الهجرة وكان يكتم إسلامه، كان بمكة يكتب إلى رسول الله أخبار المشركين، وكان مَنْ بمكة من المسلمين يَتَقَوَّونَ به، وكان لهم عوناً على إسلامهم، وأراد الهجرة إلى رسول الله ، فقال له رسول الله : (مُقَامُكَ بمكة خير). فلذلك قال رسول الله يوم بدر: (من لقي العباس فلا يقتله، فإنه أُخرج كرهاً). وقصة

<<  <  ج: ص:  >  >>