روى إسحاق بن رَاهَوَيه، عن سليمان بن نافع العَبْدِيّ سمع منه بحلب قال: قال أبي: وفد المنذر بن ساوى من البحرين، حتى أتى مدينة رسول الله ﷺ، ومع المنذر أُنَاس، وأنا غُلَيِّم لا أعقل، أُمسِكُ جِمالهم، قال: فذهبوا مع سلاحهم، وسلَّموا على رسول الله، ووضع المنذر سلاحه، ولبس ثياباً كانت معه، ومسح لحيته، وأتى النبيّ ﷺ فسلم عليه، وأنا مع الجمال، قال المنذر: قال النبي ﷺ: (رأيت منك ما لم أر من أصحابك) قال: وما رأيت مني يا نبي الله؟ قال:(وضعت سلاحك، ولبست ثيابِك، وتدهنت). قلت: يا نبي الله، أشَيءٌ جُبِلت عليه أم شيءٌ أحدثتهُ؟ قال النبي ﷺ:(لا، بل جبلت عليه). فسلموا على النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ:(أسلمت عبد القيس طوْعاً، وأسلم الناس كرهاً، فبارك الله في عبد القيس وموالي عبد القيس). قال سليمان بن نافع: قال لي أبي: (نظرت إلى رسول الله ﷺ كما أني أنظر إليك، ولكني لم أعقل). ومات أبي وهو ابن عشرين ومائة سنة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: هذا الذي فعله المنذر بن ساوى إنما فعله الأشجّ العَبْدِيّ، وله قال النبي ﷺ:(إن فيك خُلُقين يحبهما الله). فقال الأشج العبْدي: يا نبي الله أشيءٌ جبلت عليه أم شيءٌ أحدثته؟ قال:(لا، بل شيءٌ جُبلت عليه). قال: الحمد لله الذي جَبَلني على خلقَيْن يحبهما.
٥١٧٥ - نَافِع بن صَبِرَةَ
(ب) نَافِع بن صَبِرَةَ.
مخرج حديثه عن أهل المدينة، مثل حديث أبي هريرة في كفارة ما يكون في المجلس من اللغو.