جعفر بن عَوْن، حدثنا ابن أبي ذِئْب، عن الزهري، عن قَبِيصة بن ذُؤَيْب، عن أُم سلمة قالت: لما حضر أبا سلمة الموتُ حضره رسولُ الله ﷺ، فلما شخص أغمض رسولُ الله ﷺ عينيه.
ورواه أبو قِلابة عن قَبِيصة، وزاد بعد (فأغمضه): ثم قال: إن الرُّوح إذا قَبِض تبعه البَصَر. فضجَّ ناسٌ من أهله فقال: لا تَدْعُوا على أنفسكم إلا بخير؛ فإن الملائِكة يُؤَمِّنون ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المَهْدِيِّين، واخلُفْه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين.
قال مصعب الزبيري: توفي أبو سلمة بن عبد الأسد بعد أُحد، سنة أربع من الهجرة، وقيل: توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث. وقال أبو عمر: إنه توفي سنة اثنتين بعد وقعة بدر. وقال ابن إسحاق: توفي بعد أُحد، قبل تَزَوُّج رسول الله ﷺ زوجَتَه أُم سلمة، في شوال سنة أربع.
ولما حضرت أبا سلمة الوفاة قال:(اللهم اخلُفْني في أهلي بخير). فخلفه رسول الله ﷺ على زوجه أُم سلمة، فصارت أمًّا للمؤمنين، وصار رسول الله ﷺ أبا لأولاده: عُمَر، وسلمة، وزينب، ودُرَّة.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قال ابن منده: إن أبا سلمة شهد بدراً وأُحداً وحنيناً والمشاهد، ثم قال بعد هذا القول: إنه مات بالمدينة زمن النبي ﷺ لما رجع من بدر. فمن مات لما رجع من بدر كيف يشهد حنيناً وكانت سنة ثمان وقوله: إنه مات لما رجع من بدر، فيه نظر، فإنه شهد أُحداً ومات بعدها، كما ذكرناه. وقال أبو عمر: إنه توفي بعد بدر سنة اثنتين، وكانت بدر في رمضان منها.
٣٠٣٧ - عَبْدُ الله بنُ عبد الله بن أُبَيّ الأنصاري
(ب د ع) عَبْدُ الله بنُ عبد الله بن أُبَيّ بن مالك بن الحارث بن عُبَيْد بن مالك بن سالم بن غَنْم بن عوف بن الخَزْرَج الأنصاري الخزرجي. وسالم يقال له:(الحُبْلى) لعظم