للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ينزوي في وجهه من الحياءِ، فبدأته بحاجته قبل أن يسألَنيها.

وانقطع عقب أبي أُحيحة إلا من سعيد هذا، وقد قيل إن خالد بن سعيد أعقب أيضاً، وقد تقدم ذكره.

أخرجه الثلاثة.

٢٠٨٤ - سَعِيد بن عَامِر

(ب د ع) سَعِيد بن عَامِر بن حِذيم ابن سلامان بن رَبِيعة بن سعد بن جُمَح القرشي الجمحي.

هذا قول أهل النسب إلا ابن الكلبي، فإنه كان يجعل بني ربيعة وسعد بن جُمَح (عريجاً) فيقول: سلامان بن ربيعة بن عريج بن سعد، قال الزبير: هذا خَطَأ من الكلبي ومن كل من قاله؛ لأن عريجاً لم يكن له ولد إلا البنات، وأُمّ سعيد أروى بنت أبي معيط، أخت عقبة.

قيل: إن سعيداً أسلم قبل خيبر، وهاجر إلى المدينة وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد وكان من زُهّاد الصحابة وفضلائهم، ووعظ عمر ابن الخطاب يوماً، فقال له: ومن يقوى على ذلك؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، إنما هو أن تقول فتطاع. وولاه عمر حمص فبلغه أنه يصيبه لَمَمٌ فأمره بالقدوم عليه، فلم ير معه إلا عكازاً وقدحاً، فقال له عمر: ليس معك إلا ما أرى؟ فقال له سعيد: وما أكثر من هذا؟ عكاز أحمل عليه زادي، وقَدَح آكل فيه، فقال له عمر: أبك لَمَمٌ؟ قال: لا. قال: فما غَشْيَة بلغني أنها تصيبك؟ قال: حَضَرْتَ خبيبَ بن عَدِيّ حين صُلِب، فدعا على قريش وأنا فيهم، فربما ذكرت ذلك، فأجد فترة حتى يُغْشى عَلَيّ، فقال له عمر: ارجع إلى عملك، فأبى، وناشده إلا أعفاه، فقيل: إنه أعفاه، وقيل: إنه لما مات أبو عبيد، ومعاذ ويزيد ولاه عمر حمص، فلم يزل عليها حتى مات، وقيل: استخلفه عياض بن غنم الفهري؛ فأقره عمر .

وروى أنه لما اجتمعت الروم يوم اليرموك استغاث أبو عبيدة عُمَرَ فأمده بسعيد بن عامر بن حِذْيم، وله أخبار عجيبة في زهده لا نُطَوِّلُ بذكرها.

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي إجازة قال: أخبرنا أبي، أخبرنا

<<  <  ج: ص:  >  >>