مولاة أُم إسحاق أنها قالت: خرجتُ إلى النبي ﷺ مع أخي، فلما كنت في بعض الطريق قال لي أخي: اقعدي يا أُم إسحاق فإني نسيتُ نفقتي بمكة. فقلت: إني أخشى عليك الفاسقَ تعني زوجها قال: كلا، إن شاء الله. قالت: فلبثتُ أياماً فمرَّ بي رجل قد عرفته، ولا أُسميه، فقال: ما يقعدك هاهنا يا أُم إسحاق؟ قلت: أنتظر إسحاق، ذهب يأخذ نفقته. قال: لا إسحاقَ لك، قد لحقه الفاسق زوجُك فقتَلَه. فقدمتْ فدَخلت على رسول الله ﷺ وهو يتوضأ، قلت: يا رسول الله، قتِل إسحاق وأنا أبكي، وهو ينظر إليّ فأخذ كفاً من ماءٍ فنضَحه في وجهي قال بشار: قالت جدتي: فلقد كانت تصيبنا المصيبة العظيمة، فنرى الدموع في عينيها ولا تسيل على خدها.
أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا بشار ابن عبد الملك، حدثتني أُم حكيم بنت دينار، عن مولاتها أُم إسحاق. أنها كانت عندَ رسول الله ﷺ، فأُتي بقصعة من ثَرِيد فأكلتْ معه، ومعه ذو اليدين، فناولها رسولُ الله عَرْقاً فقال:(يا أُم إسحاق، أصيبي من هذه). فذكرتُ أني صائمة، فبرَدَتْ يدي: لا أقدِّمها ولا أُؤَخرها، فقال النبي ﷺ:(مالك؟) قلت: كنت صائمة فنسيت، فقال ذو اليدين: الآن بعدما شَبعت؟ فقال النبي ﷺ:(إنما هو رزق ساقه الله تعالى إليك).
٧٣٥٦ - أُم أُسَيد الأنصارية
(ع س) أُم أُسَيد الأنصارية، امرأة أبي أُسيد الأنصاري.
أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا بن علي الفقيه وغير واحد قالوا بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل: حدثنا سعيد بن أبي مَريم، حدثنا أبو غَسَّان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد هو الساعدي قال: لما عَرَّسَ أبو أُسَيد الساعِديّ دعا النبيَّ ﷺ وأصحابه، فما صَنَع لهم طعاماً ولا قَرَّبه إليهم، إلا امرأتهُ أُمُّ أُسَيد بَلَّت تَمَرَات في تور من حجارة من الليل، فلما فرغ النبي ﷺ من الطعام أمالته له، فسقته تتحِفه بذلك.