دخلت على عبد الله بن إيَاس بن أبي فاطمة فقال: يا أبا عقيل، حدّثني أبي أن النبي ﷺ قال:(أيُّكم يحب أن يَصِحَّ فلا يَسْقَم؟). فذكر الحديث.
وقال: ورواه ابن وهب عن ابن أبي حميد، فقال: عن أبيه عن جده، وقد روي عن ابن أبي حميد، عن عبد الله بن إياس عن جده، وذكر اختلافاً على محمد بن أبي حميد، فتارة عن أبيه، وتارة عن أبيه عن جده.
قال أبو نعيم: إياس هذا من التابعين، وجعله بعض المتأخرين، يعني ابن مندة، في الصحابة، وروى أبو نعيم حديث ابن وهب، عن ابن أبي حميد، عن مسلم، عن عبد الله بن إياس ابن أبي فاطمة، فقال: عن أبيه عن جده، قال أبو نعيم: وأخرجه الواهم من حديث أبي عامر العقدي، عن ابن أبي حميد. عن مسلم، عن عبد الله بن إياس، عن أبيه، وأسقط ذكر جده في الصحابة.
قال: ومما يبيِّن وهمه رواية إسحاق بن راهويه، عن أبي عامر، عن محمد بن أبي حميد، عن أبي عقيل قال: دخلت على عبد الله بن إياس ابن أبي فاطمة فقال: يا عقيل: حدّثني أبي أن أباه أخبره قال: (بينما رسول الله ﷺ جالس)، فذكره مثل رواية ابن وهب، مجوداً عن أبيه عن جده.
قلت: لا مطعن على ابن مندة؛ فإن الذي ذكره أبو نعيم من الاختلاف على محمد بن أبي حميد تارةً عن أبيه، وتارة عن أبيه عن جده، قد ذكره أبو عبد الله بن مندة، وإنما أورد ابن مندة رواية أبي عامر التي رواها أحمد بن عصام؛ لئلا يراها من لا علم عنده، فيظنه قد أسقط صحابياً، فلما ذكرها ذكر الاختلاف فيها، ولا حجة على ابن مندة برواية ابن راهويه عن أبي عامر، وقوله عن أبيه عن جده؛ فإن الأئمة ما زالوا كذلك يروي عنهم راوٍ بزيادة رجل في الإسناد ويروي آخر بإسقاطه، وكتبهم مشحونة بذلك، ويكون الاختلاف على أبي عامر كالاختلاف على محمد ابن أبي حميد، ولولا خوف التطويل لذكرنا له أمثلة، ولعلّ أبا عمر ترك إخراج هذا الاسم في إياس وأنيس لهذا الاختلاف، والله أعلم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
٣٤٥ - إيَاسُ بن قَتَادَة
(س) إيَاسُ بن قَتَادَة العَنْبَرِيّ، أبو الغُبَرِيّ، كذا ذكره أبو موسى على الشك، وذكر