عند الهجرة عشر سنين، وأكثر ما قيل في وفاته سنة ثلاث وتسعين، فيكون له على هذا مائة سنة وثلاث سنين؛ وأما على قول من يقول إنه كان له في الهجرة سبع سنين أو ثمان سنين فينقص عن هذا نقصاً بيناً والله أعلم.
وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة، وكان موته بقصره بالطَّفِّ، ودفن هناك على فرسخين من البصرة، وصلّى عليه قَطَنُ بنُ مُدْرِك الكلابي، أخرجه الثلاثة.
٢٥٩ - أنَسُ بنُ مُدْرِك
(س) أنَسُ بنُ مُدْرِك، قال أبو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة.
أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، عن كتاب أبي أحمد العطار، أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن إبراهيم، عن محمد بن يزيد، عن رجاله قال: أنس بن مدرك ابن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك ابن حارثة بن عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب ابن ربيعة بن عِفْرِس بن حُلْف بن أفتل، وهو خثعم، بن أنمار، قيل: إن خثعماً أخو بجيلة لأبيه، وإنما سمي خثعماً بجبل يقال له خثعم كان يقال: احتمل ونزل إلى خثعم، ويكنى: أنس أبا سفيان، وهو شاعر، وقد رأس، ولا أعرف له حديثاً.
قلت: هذا كلام أبي موسى، وقد جعل خثعماً جبلاً، والذي أعرفه جمل بالميم، فكان يقال: احتمل آل خثعم، قال ابن حبيب: هذا قول ابن الكلبي، وقال غيره: إن أفتل بن أنمار لما تحالف بعض ولده على سائر ولده، نحروا بعيراً وتخثعموا بدمه أن تلطّخوا به في لغتهم، فبقي الإسم عليهم، وقد ذكر ابن الكلبي أنساً، ونسبه مثل ما تقدم وقال: أبو سفيان الشاعر، وقد رأس، ولم يذكر له صحبة.
حارثة: بالحاء المهملة، قال ابن حبيب: كل شيء في العرب حارثة يعني بالحاء إلاّ جارية ابن سليط بن يربوع في تميم، وفي سليم جارية بن عبد بن عبس، وفي الأنصار جارية