روى ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرحمن قال: حدثني رجل من الأنصار من بني سَلِمَة عن أبيه، عن جده أبي جِهَاد وكان من أصحاب النبي ﷺ فقال لأبيه: أبشر يا أبتاه، فقد رأيت رسول الله ﷺ وصَحِبْتَه، فوالله لو رأيتُه لفعلتُ وفعلت. فقال: يا بني اتق الله وسَدِّد، فوالله لقد رأيتنا معه ليلة الخندق وهو يقول:(مَن يَذْهَبْ إلى القوم يأتيني بخبرهم، جعله الله رفيقي في الجنة) فما قام أحد، ثم قالها الثانية فما قام أحد، ثم قالها الثالثة فما قام أحد، مما بنا من الجوع والقَرِّ، حتى نادى حُذَيفة باسمه فقال: يا رسول الله، والذي نفسي بيده ما منعني أن أقوم إلا خشية أن لا آتيك بخبرهم فقال:(اذهبْ) ودعا له رسول الله ﷺ بخير.
أخرجه ابن منده، وأبو نُعَيم.
٥٧٧٣ - أَبو جَهْم بن حُذَيْفة
(ب د ع) أَبو جَهْم بن حُذَيْفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عَبِيد بن عَويج بن عدي ابن كعب القرشي العَدَوِيّ. قيل: اسمه عامر. وقيل: عبيد بن حذَيفة. وأُمّه يُسَيرة بنت عبد الله بن أَذَاة بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رِزَاح بن عَدِيّ بن كعب.
أسلم عام الفتح، وصحب النبي ﷺ، وكان مُعَظَّماً في قريش مُقَدَّماً فيهم. وكان فيه وفي بنيه شدة وَعَرَامَةٌ.
قال الزبير: كان أبو جَهْم بن حُذَيفة من مشيخة قرْيش، عالماً بالنسب، وكان من المُعَمَّرين من قريش، شهد بنيان الكعبة مرتين، مرة في الجاهلية حين بنتها قريش، ومرة حين بناها ابنُ الزبير.
وقيل: توفي أيام معاوية، وهو أحد الذين دفنوا عثمان ﵁ وهم: حكيم بن حزام، وجبير بن مطعم، ونيَار بن مُكرَم، وأبُو جهم بن حذيفة.