للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

قلت: وهذا ثعلبة هو الذي تقدم قبل، وهو ابن سهيل وهو: إياس بن ثعلبة أبو أمامة، ولولا أننا شرطنا أن نأتي بجميع تراجم كتبهم لتركنا هذا وأمثاله، وأضفنا ما فيه إلى ما تقدّم من تراجمه، وهذان الحديثان مشهوران بأبي أمامة بن ثعلبة المقدّم ذكره، وروى أبو داود السجستاني له في السنن حديث: (البذاذة من الإيمان) من رواية أبي أمامة، وقال: هذا أبو أمامة بن ثعلبة، فبان بهذا أن الجميع واحد، والله أعلم.

٦٠٦ - ثَعْلَبَةُ بن عَبْد الرَّحْمَن

(د ع) ثَعْلَبَةُ بن عَبْد الرَّحْمَن الأنْصَارِي. خدم النبي وقام في حوائجه، روى حديثه محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر أن فتى من الأنصار، يقال له: ثعلبة بن عبد الرحمن أسلم، وكان يخدم النبي وأن رسول الله بعثه في حاجة، فمر بباب رجل من الأنصار، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل، فكرّر النظر إليها، وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله فخرج هارباً على وجهه، فأتى جبالاً بين مكة والمدينة، فولجها، ففقده رسول الله أربعين يوماً، وهي الأيام التي قالوا ودعه ربه وقلاه، ثم إن جبرائيل نزل على رسول الله فقال: يا محمد، إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: (إن الهارب من أمتك في هذه الجبال يَتَعَوّذ بي من ناري). فقال رسول الله : (يا عمر، ويا سليمان، انطلقا حتى تأتيا بثعلبة بن عبد الرحمن)، فخرجا، فلقيهما راع من رِعاء المدينة اسمه ذفافة، فقال له عمر: يا ذفافة، هل لك علم من شاب بين هذه الجبال؟ فقال: لعلّك تريد الهارب من جهنّم؟ فقال له عمر: ما علمك به؟ قال: إذا كان جوف الليل خرج بين هذه الجبال واضعاً يده على رأسه وهو يقول: يا رب، ليت قبضت روحي في الأرواح، وجسدي في الأجساد، فانطلق بهم ذفافة، فلقياه، وأحضراه معهما إلى النبي ، فمرض، فمات في حياة النبي .

قلت: أخرجه ابن مندة وأبو نعيم، وفيه نظر غير إسناده؛ فإن قوله تعالى ﴿ما وَدَّعَكَ رَبُّك وما قَلَى﴾ نزلت في أول الإسلام والوحي، والنبي بمكة، والحديث في ذلك صحيح، وهذه القصة كانت بعد الهجرة، فلا يجتمعان.

٦٠٧ - ثَعْلَبَةُ أبو عَبْد الرَّحْمَن

(د ع) ثَعْلَبَة أبو عَبْد الرَّحْمَن الأنْصَارِيّ، روى عنه ابنه عبد الرحمن، عداده في أهل

<<  <  ج: ص:  >  >>