أُقْسِمُ بالله رَبِّ العبادِ … ما خلق اللّهُ شيئاً سُدَى
ولكن خُلِقْت لنا فِتْنَةً … لِكَيْ نُبْتلَى بك أو تُبْتَلَى
وهي أكثر من هذا.
وشهد وقعة أجنادين بالشام، وسيره خالد ابن الوليد إلى أبي بكر مبشراً. وشهد فتح دمشق، وشهد صِفِّين مع علي، ﵁.
أخرجه أبو عمر.
٣٢٨٧ - عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ خَالِد بن الوَلِيد
(ب د ع) عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ خَالِد بن الوَلِيد بن المُغِيرَة القُرَشي المَخْزُومي.
أدرك النبي ﷺ ورآه، ولأبيه صحبة، أُمه أسماءَ بنت أسد بن مُدْرِك الخثْعَمِي، يكنى أبا محمد.
وكان عبد الرحمن من فرسان قريش وشجعانهم، له هَدْى حسن وفضل وكرم، إلا أنه كان منحرفاً عن علي وبني هاشم مخالفة لأخيه المُهَاجِر بن خالد؛ فإن المهاجر كان محباً لعلي، وشهد معه الجمل وصفين، وشهد عبد الرحمن ابن صفين مع معاوية.
وسكن حِمْص، وكان مع أبيه يوم اليرموك، وكان معاوية يستعمله على غزو الروم، له معهم وقائع.
ولما وُلِّي العباسُ بن الوليد حمْص قال لأشراف أهل حمص: يا أهل حمص، ما لكم لا تذكرون أميراً من أمرائكم مثل ما تذكرون عبد الرحمن بن خالد؟ فقال بعضهم: كان يدنى شريفنا، ويغفر ذنبنا، ويجلس في أفنيتنا، ويمشي في أسواقنا، ويعود مرضانا، ويشهد جنائزنا، وينصف مظلومنا.
وقيل: لماأراد مُعاويةُ البيعةَ ليزيد ابنه، خطبَ أهلَ الشام فقال: يا أهل الشام، كَبِرت سِنِّي، وقَرُب أجَلِي، وقد أردت أن أعقد لرجل يكون نِظَاماً لكم، وإنماأنا رجل منكم. فأصفقوا على الرضا بعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، فشق ذلك على معاوية وأسَرَّهَا في نفسه. ثم إن عبد الرحمن مرض فدخل عليه ابن أُثَال النَّصراني فسقاه سُمًّا، فمات. فقيل: إن معاوية أمَرَهُ بذلك، وذلك سنة سبع وأربعين.