وقال ابن منده: عبيد الله بن صَبِرة بن هَوْذَة بالصاد المهملة والباء الموحدة، وهوذة بالذال المعجمة، وآخره هاء.
والذي أظنه أن هَوْذَة بزياد هاء أصح، وأن هَوْذَة هو ابن عَلِيّ مَلِكُ اليمامة، وهو مشهور، وأما هود فلا يعرف في حنِيفة، والله أعلم.
٣٤٦٤ - عُبَيْدُ الله بنُ العَبَّاس
(ب د ع) عُبَيْدُ الله بنُ العَبَّاس بن عبد المطلب بن هاشم القُرَشي الهاشمي. وهو ابن عم رسول الله ﷺ، أُمه لبابة الكبرى أُم الفضل بنت الحارث، يكنى أبا محمد.
رأى النبي ﷺ وحفِظ عنه، وكان أصغر سناً من أخيه عبد الله؛ قيل كان بينهما في المولد سنة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله ﷺ يَصُف عبدَ الله وعُبَيْدَ الله، وكَثِيراً بَنِي العباس، ثم يقول:(من سبق إلَيَّ فلهُ كذا). فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلزمهم).
وكان عظيم الكرم والجود، يضرب به المثل في السخاء. واستعمله عليُّ بن أبي طالب على اليمن، وأمَّرَهُ على الموسم، فحج بالناس سنة ست وثلاثين، وسنة سبع وثلاثين. فما كان سنة ثمان وثلاثين بعثه عَليٌّ عَلَى الموسم، وبعث معاوية (يزيد بن شَجَرة الرَّهَاوِي) ليقيم الحج، فاجتمعا فاصطلحا على أن يصلي بالناس (شيبة بن عثمان). وقيل: كان هذا مع قَثَم بن العباس.
ولم يزل على اليمن حتى قتل علي، ﵁، لكنه فارق اليمن لما سار (بُسْر بن أرطأة) إلى اليمن لقتل شِيعَة عَلِيّ. فلما رجع بسر إلى الشام عاد (عبيد الله) إلى اليمن، وفي هذه الدَّفْعَة قتل (بسر) ولدي (عبيد الله). وقد ذكرناه في (بسر).
وكان ينحر كل يوم جزوراً، فنهاه أخوه عبد الله، فلم ينته. ونحر كل يوم جزورين، وكان هو وأخوه عبد الله، ﵄، إذا قدما المدينة أوْسَعَهم عبدُ الله عِلْماً، وأوسعم عُبَيْدُ الله طعاماً.