للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا حمزة بن عليّ بن محمد ومحمد بن محمد بن أحمد قالا: حدثنا أبو الفرج العِضاري حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد الخوّاص، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد، حدثني عبد الله بن مَرْوان بن معاوية الفزاري، حدثني محمد بن الوليد أبو الحجاج الفَزَاري: أن عبيد الله بن العباس خرج في سفر له، ومعه مولى له، حتى إذا كان في بعض الطريق، رُفع لهما بيت أعرابي، قال: فقال لمولاه: لو أنَّا مضينا فنزلنا بهذا البيت وبتْنا به؟ قال: فمضى، قال: وكان عبيد الله رجلاً جميلاً جَهِيراً، فلما رآه الأعرابي أعظمه وقال لامرأته: لقد نزل بنا رجل شريف وأنزله الأعرابي، ثم إن الأعرابي أتى امرأته فقال: هل من عشاءٍ لضيفنا هذا؟ فقالت: لا، إلا هذه السُّوَيمة التي حياةُ ابنتِكَ من لبنها: قال: لا بد من ذبحها قالت: أفتقتل ابنتك؟ قال: وإنْ قال: ثم إنه أخذ الشاة والشَّفْرةِ وجعل يقول:

يا جارتي لا تُوقِظي البُنَيَّهُ … إنْ تُوقِظِيها تَنْتَحِبْ عَلَيَّهْ

وَتَنْزِعِ الشَّفْرَةَ مِنْ يَدَيَّهْ

ثم ذبح الشاة، وهيأ من طعاماً، ثم أتى به عبيدَ الله ومَوْلَاه، فعَشَّاهما وعبيد الله يسمع كلام الأعرابي لامرأته ومحاورتهما، فلما أصبح عبيدُ الله قال لمولاه: هل معك شيءٌ؟ قال: نعم، خمسمائة دينار فضلت من نفقتنا. قال: ادفعها إلى الأعرابي. قال: سبحان الله أتعطيه خمسمائة دينار وإنما ذبح لك شاة ثَمَنَ خَمْسَةِ دراهم؟ قال: وَيْحَك والله لهو أسخى منا وأجود، إنما أعطيناه بعض ما نملك، وجاد هو علينا وآثرنا على مهجة نفسه وولده. قال: فبلغ ذلك معاوية، فقال: لله دَرُّ عُبَيْدِ الله من أيِّ بَيْضة خَرَجَ؟ ومن أي عُشَ دَرَج؟

روى عن النبي ، روى عنه سلمان بن يَسَار، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح.

أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا هُشَيْم، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يَسَار، عن عبيد الله بن العباس قال: جاءَت الغُمَيْصاء أو: الرُّمَيْصَاء إلى رسول الله تَشْكُو زوجها، تزعم أنه لا يصل إليها، فما كان إلا يسيراً حتى جاءَ زوجها، فزعم أنها كاذبة، وإنما تريد أن ترجع إلى زوجها

<<  <  ج: ص:  >  >>