الحجاج بن عِلَاط تشهد بذلك وقال له النبي ﷺ:(أنت آخر المهاجرين كما أنني آخر الأنبياء).
أخبرنا أبو الفضل الطبري الفقيه بإسناده إلى أبي يَعْلى المَوْصِلي قال: حدثنا شُعَيْب بن سَلَمة بن قاسم الأنصاري، من ولد رفاعة بن رافع ابن خَديِج، حدثنا أبو مُصْعَب إسماعيل بن قيس ابن زيد بن ثابت، حدثنا أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: استأذن العباسُ بن عبد المطلب النبي ﷺ في الهجرة فقال له: (يا عم، أقم مكانك الذي أنت به، فإن الله تعالى يختم بك الهجرة كما ختم بي النبوة).
ثم هاجر إلى النبي ﷺ وشهد معه فتح مكة، وانقطعت الهجرة، وشهد حنيناً، وتبت مع رسول الله ﷺ لما انهزم الناس بحُنَيْنٍ.
وكان رسول الله ﷺ يُعَظِّمه ويكرمه بعد إسلامه، وكان وصولاً لأرحام قريش، محسناً إليهم، ذا رَأْيٍ سديد وعقل غزير وقال النبي ﷺ له:(هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفّاً، وأوصلها وقال: هذا بقية آبائي).
أخبرنا إبراهيم بن محمد وإسماعيل بن علي وغيرهما قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي: حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال:
حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث ابن عبد المطلب: أن العباس دخل على النبي ﷺ مُغْضَباً، وأنا عنده. فقال: ما أغضبك؟ فقال: يا رسول الله، ما لنا وَلقُرَيش؟ إذا تلاقَوا بينهم تلاقوا بوجوه مُبْشَرَة وإذا لَقُونا لقونا بغير ذلك. قال: فَغَضِب رسول الله ﷺ حتى احمرّ وجهه. ثم قال:(والذي نفسي بيده لا يدخل قلبَ رجُلٍ الإيمانُ حتى يحِبَّكم لله ولرسوله) ثم قال: (أيها الناس، من آذى عَمّي فقد آذاني؛ فإنما عم الرجل صنو أبيه).
وأخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، أخبرنا عمر بن شاهين، أخبرنا محمد بن محمد بن