للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خُشَين، وهو ذو الرأسين، ابن لأي بن عُصم بن شَمْخ بن فَزَارة بن ذُبْيان بن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفان الفَزَاري، يكنى أبا سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وأبو عبد الله، وأبو سليمان.

سكن البصرة، قدمت به أُمه المدينة بعد موت أبيه فتزوجها رجل من الأنصار، اسمه مُرَيّ ابن سنان بن ثعلبة، وكان في حجره إلى أن صار غلاماً، وكان رسول الله يعرض غلمان الأنصار كل سنة، فمرّ به غلام فأجازه في البعث، وعُرِض عليه سَمُرة بَعْدَه، فرده، فقال سمرة: لقد أجَزْت هذا وردَدْتني، ولو صارعته لصرعتُه، قال: (فدُونَكه فصارعْه)، فصرعه سمرة، فأجازه في البعث، قيل أجازه يوم أُحد، والله أعلم.

وقال الواقدي: هو حليف الأنصار.

روى عبد الله بن بُريدة، عن سمرة بن جندب، أنه قال: لقد كنت على عهد رسول الله غلاماً، فكنت أحفظ عنه، وما يمنعني من القول إلا أن هاهُنا رجالاً هم أسن مني، ولقد صليت مع رسول الله على امرأة ماتت في نِفَاسها، فقام عليها في الصلاة وسطها.

وغزا مع النبي غير غزوة، وسكن البصرة، وكان زياد يستخلفه عليها إذ سار إلى الكوفة، ويستخلفه على الكوفة إذا سار إلى البصرة، وكان يكون في كل واحدة منهما ستة أشهر، وكان شديداً على الخوارج، وكان إذا أتى بواحد منهم قتله، ويقول: شر قتلي تحت أديم السماء؛ يُكَفِّرون المسلمين، ويسفكون الدماء، فالحَرُوريّة ومن قاربهم في مذهبهم، يَطْعُنون عليه، وينالون منه.

وكان ابن سيرين والحسن وفضلاء أهل البصرة، يثنون عليه، قال ابن سيرين: في رسالة سَمُرة إلى بنيه علم كثيرروى عنه الشعبي، وابن أبي ليلى، وعلي بن ربيعة، وعبد الله بن بُريدة، والحسن البصري، وابن سيرين، وابن الشِّخير، وأبو العلاء، وأبو الرجاء، وغيرهم.

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، وغير واحد، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، قال: سَكْتَتَان حَفِظتهما من رسول الله، فأنكر ذلك عمران بن حصين، وقال: حَفِظنا سكتة، فكتبنا إلى أبي بن كعب بالمدينة، فكتب أُبيّ أن حَفِظ سمرة،

<<  <  ج: ص:  >  >>