للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومعهم رهط من قومهم، وطلبوا منه أن لا يقاتلوه، ولا يقاتلوا معه قريشاً، وتبرءوا إليه من أسيد بن أبي أناس، وقالوا: إنه قد نال منك، فأباح النبي دمه، وبلغ أسيداً ذاك؛ فأتى الطائف، فلما كان عام الفتح خرج سارية بن زنيم إلى الطائف، فأخبر أسيداً بذلك، وأخذه وأتى به النبي فجلس بين يديه وأسلم، فأمنه رسول الله ومسح وجهه وصدره، فقال:

وأنتَ الفتى تهدِي معدّاً لدينها … بل الله يهديها وقال لك: اشهدِ

فما حَمَلت من ناقة فوق كُورها … أبرَّ وأوفى ذمةً من محمدِ

وأكسى لِبُرْد الخال قبل ابتذاله … وأعطى لرأس السابق المتجردِ

تعلَّمْ رسول الله أنك قادرٌ … على كل حيّ مُتْهمِين ومنجدِ

تعلم بأن الركب ركبَ عُويمرٍ … هم الكاذبون المخلفو كلِّ موعدِ

أنَبَّوا رسول الله أن قد هجوته؟ … فلا رفعت سوطي إليَّ إذنْ يدي

سوى أنني قد قلت: ويل أمِّ فتيةٍ … أصيبوا بنحس لا بطَلْقٍ وأسعدِ

وهي أكثر من هذا.

فلما أنشده:

وأنت الفتى تهدي معداً لدينها

قال رسول الله : (بل الله يهديها) قال الشاعر:

بل الله يهديها وقال لك أشهد.

قال أبو نصر الأمير: أسيد بن أبي أناس ابن زنيم بن محمية بن عبيد بن عدي بن الديل، كان شاعراً، وهو الذي كان يحرض على علي بن أبي طالب، ، فأهدر رسول الله دمه، ثم أتاه عام الفتح فأسلم وصحبه. وقد أسقط ابن ماكولا من نسبه، والصحيح ما ذكرناه أولاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>