والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، ودفع رسولَ الله ﷺ رايته العظمى يوم تَبُوك إلى أبي بكر، وكانت سوداءَ، وأطعمه رسولُ الله ﷺ من خيبر مائة وَسْق، وكان فيمن ثبت مع رسول الله ﷺ يوم أُحُد ويوم حُنين حين ولي الناس).
ولم يختلف أهل السيرَ في أن أبا بكر الصديق، ﵁، لم يتخلف عن رسول الله ﷺ في مشهد من مشاهده كلها.
فضائله ﵁
أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا الحسن بن أحمد ابن شاهين، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حامد بن سهل، حدثنا عبد الله بن جعفر الرَّقيُّ، حدثنا عبيد الله بن عَمْرو، عن زيد بن أبي أُنَيْسَة، عن عَمْرو بن مُرَّة، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثنا جُنْدَب هو ابن عبد الله أنه سمع رسول الله ﷺ يقول قبل أن يُتَوفَّى بيوم: (قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاءٌ، وإني أبرأ إلى الله أن أكون اتخذت منكم خليلاً، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن ربي اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً).
قال: وأخبرنا جعفر، أخبرنا أبو القاسم علي بن المُحَسِّن التَّنُوخِيّ، حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضّاح الحُرْفِي السِّمْسار، حدثنا أبو شُعَيب الحَرّاني، حدثنا يحيى ابن عبد الله البَابُلْتي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني بأشد شيءٍ رأيتَه صنعه المشركون برسول الله ﷺ. قال: أقبل عقبة بن أبي مُعَيْط، ورسولُ الله ﷺ يصلي عند الكعبة، فلوى ثوبه في عُنُقِه فخنقه خنقاً شديداً. فأقبل أبو بكر، فأخذ مَنْكِبَه فدفعه عن رسول الله ﷺ، ثم قال أبو بكر يا قوم، أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أن يقولَ رَبِّي اللّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بالبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُم.