الواحد، حدثنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد الله بن مَنْدَة قال: وُلد يعني أبا بكر بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أيَّاماً، ومات بعد النبي ﷺ بسنتين وأشهر بالمدينة، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكان رجلاً أبيض نحيفاً، خفيف العَارِضَيْنِ، مَعْرُوق الوجه غَائِر العيْنين، ناتِئَ الجَبْهَة، يَخْضب بالحنَّاء والكَتَم. وكان أولَ من أسلم من الرجال، وأسلم أبواه له، ولوالديه ولولده وولد ولده صحبة، ﵃.
قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر الفَرَضِي، أخبرنا أبو محمد الجَوْهَري، أخبرنا أبو عُمَر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن مَعْرُوف، أخبرنا الحُسَين بن القَهْم، حدثنا محمد بن سعد، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأُويْسي، حدثني لَيْثُ بن سعد، عن عَقِيل، عن ابن شهاب أن أبا بكر، والحارث بن كَلَدَة كانا يأكلان خَزِيرَةً أهْدِيَتْ لأبي بكر، فقال الحارث: ارفع يدك يا خليفة رسول الله، والله إن فيها لسُمَّ سَنَةِ، وأنا وأنت نموت في يوم واحد. قال: فرفع يده، فلم يزالا عَلِيلين حتى ماتا في يوم واحد، عند انقضاء السنة.
قال: وأخبرنا أبي بإسناده عن محمد بن سعد، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان أول ما بدئِ مرض أبي بكر أنه اغتسل يوم الاثنين، لسبع خلون من جمادى الآخرة وكان يوماً بارداً فحُمَّ خَمْسَة عشر يوماً، لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر يُصلِّي بالناس، ويدخل الناس عليه يعودونه وهو يثقل كلَّ يوم وهو نازل يومئذ في داره التي قطع له النبي ﷺ، وِجَاه دار عثمان بن عفان اليوم، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه، وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة، فكانت خلافته سنتين، وثلاثة أشهر وعشر ليال وكان أبو معْشر يقول: سنتين وأربعة