للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا الكلام أو من هذا القرآن فمسح رأسي وقال: إنك غلام مُعَلِّم. قال: فلقد أخذت منه سبعين سُورَةً، ما نازعني فيها بشر.

وهو أول من جهر بالقرآن بمكة:

أخبرنا أبو عُبَيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بُكير، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: كان أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله عبدَ الله بن مسعود، اجتمع يوماً أصحابُ رسول الله فقالوا: والله ما سَمِعْت قُرَيْش هذا القرآنَ يُجْهَرُ لَهَا به قَطَّ، فمن رجلٌ يُسْمِعُهم؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنَا. فقالوا: إنَّا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرةٌ تمنعه من القوم إن أرادوه فقال: دَعُونِي، فإن الله سيمنعني. فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضُّحَى وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام، فقال رافعاً صوته: ﴿بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم الرَّحْمنُ عَلَّمَ القُرْآنَ﴾، فاستقبلها فقرأ بها، فتأملوا فجعلوا يقولون: ما يقول ابن أُم عبد؟ ثم قالوا: إنه ليتلو بعض ما جاءَ به محمد فقاموا فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثَّروا بوجهه فقالوا: هذا الذي خشينا عليك فقال: ما كان أعداءُ الله قط أهونَ عليَّ منهم الآن، ولئن شئتم غَادَيْتُهم بمثلها غداً؟ قالوا: حَسْبُك، قد أسمعتهم ما يكرهون.

ولَمَّا أسْلَم عبد الله أخذه رسول الله إليه، وكان يخدمه، وقال له: (إذْنُكَ عَلَيَّ أن تسمع سِوَادِي ويُرفَعَ الحِجاب). فكان يَلِجُ عليه، ويُلْبِسُه نَعْلَيْه، ويمشي معه وأمامه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحابة بصاحب السِّوَادِ والسِّواك.

أخبرنا أبو الفرج الثقفي، أخبرنا أبو علي الحداد وأنا حاضر أسمع أخبرنا أبو نُعيم،

<<  <  ج: ص:  >  >>