قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا صاعد الحَرَّاني، حدثنا زُهَير، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: لو كنت مُؤمِّراً أحَداً من غير مَشُورة لأمَّرْتُ ابنَ أُمِّ عبد).
ومن مناقبه أنه بعد وفاة رسول الله ﷺ شهد المشاهد العظيمة، منها: أنه شهد اليرموك بالشام وكان على النَّفَل، وسيَّره عمرُ بن الخطاب ﵁ إلى الكوفة، وكتب إلى أهل الكوفة: إني قد بعثت عمارَ بن ياسرٍ أميراً، وعبد الله بن مسعود مُعَلِّماً ووزيراً، وهما من النّجَبَاء من أصحاب رسول الله ﷺ، من أهل بدر، فاقتدُوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قَوْلَهُما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي).
أخبرنا ابن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا مُغِيرة، عن أم موسى قالت: سمعت علياً يقول: (أمر النبي ﷺ ابن مَسْعود فصَعِد على شَجرة يأتيه منها بشيءٍ، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحِكوا من حُمُوشَةِ سَاقَيْهِ، فقال رسول الله ﷺ: ما تَضْحَكُون؟ لرِجْلُ عبد الله أثْقَلُ في المِيزان يوم القِيامَة من أُحد).
وأخبرنا عُمَر بن محمد بن طبرزد إجازة، أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا أبو طاهر وأبو الفضل الباقلانيان قالا: أخبرنا أبو القاسم الواعظ، أخبرنا أبو علي الصواف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَيْر، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن حبة بن جُوَين، عن علي قال: كنا عنده جلوساً، فقالوا: ما رأينا رجلاً أحسن خُلُقاً، ولا أرفق تعليماً، ولا أحسن مجالسة، ولا أشد وَرَعاً، من ابن مسعود. قال علي: أُنشدُكُم الله أهو الصدق من قلوبكم؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد أني أقول مثل ما قالوا وأفضل.