للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الوفاء حفاظ بن الحسن، عن عبد العزيز بن أحمد، أخبرنا عبد الوهاب الميداني، أخبرنا أبو سليمان ابن زبْر، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن جعفر، حدثنا محمد بن جرير الطبري قال: حُدِّثت عن هشام بن محمد قال: استعمل معاوية عبدَ الرحمن ابنَ أُمِّ الحكم على الكوفة، فأساءَ السيرة فيهم، فطردوه فلحق بمعاوية، وهو خاله، فقال: أُوَلِّيك خيراً منها مصر قال: فولاه، قال: فتوجه إليها، وبلغ معاوية بن خِديج السَّكُونِي الخبرُ فخرج فاستقبله على مرحلتين من مصر، فقال: ارجع إلى خالك، فَلَعَمْري لا تسير فينا سيرَتَك في إخواننا من أهل الكوفة. فرجع إلى خاله.

وقيل: كان سببُ عزله من الكوفة مع قُبْح سيرته أن عبد الله بن هَمَّام السَّلُولي قال شعراً، وكتبه في رِقَاع، وألقاها في المسجد الجامع، وهي:

ألَا أبْلِغْ مُعَاوِيةَ بنَ صَخْرٍ … فقد خَرِب السَّوَادُ فلا سَوَادَا

أرى العُمَّالَ أقْسَاء عَلَيْنَا … بِعَاجِلِ نَفْعِهم ظَلَمُوا العِبَادا

فهَلْ لَكَ أنْ تُدَارِكَ ما لَدَيْنَا … وتَدْفَعَ عن رَعِيَّتِك الفَسَادا

وتَعْزِلَ تَابِعاً أبداً هَوَاهُ … يُخَرِّبُ من بَلَادُتِهِ البِلَادَا

إذَا مَا قُلْتَ: أقْصَرَ عن هَوَاهُ … تَمَادَى في ضَلَالَتِه وزَادَا

فبلغ الشعر مُعاويةَ، فعزله.

واستعمله معاوية أيضاً على الجزيرة، وغَزَا الرومَ سنة ثلاثة وخمسين فشتا في أرْضِهِم، وغلب على دمشق لما خرج عنها الضحاك بن قيس إلى مَرْج رَاهِط، ودعا إلى البيعة لمروان بن الحكم.

وتوفي أيام عبد الملك بن مروان.

أخرجه ابنُ منده وأبو نعيم وأبو موسى، فأما أبو موسى، فاختصره، وأما ابن منده وأبو نُعَيْم فقالا: عبد الرحمن بن أبي عَقِيل الثقفي. وفد على رسول الله ، يعد في الكوفيين، حديثه عند عبد الرحمن بن علقمة، ويقال: إنه عبد الرحمن بن أُم الحَكَم بنت أبي سفيان. ورويا بإسنادهما عن عون بن أبي جُحَيْفة، عن عبد الرحمن بن عَلْقَمَة الثَّقَفِي، عن عبد الرحمن بن أبي عَقِيل قال: (انطلقت في وفد إلى رسول الله ، فأنَخْنَا في الباب، وما في الأرضِ أبغض إلَيْنَا من رجل نَلِجُ عليه يعني النبي فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحدٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>