قال: وأَنبأَنا أَبو بكر، حدثنا عبد الله بن إِسحاق، حدثنا جعفر الصائغ، حدثنا حسين ابن محمد المرودي، حدثنا فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، عن أَبيه: أَنه كان يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله ﷺ، فعرض له في خطبته أَن قال:(يا ساريةَ ابن حصن، الجبل الجبل من استرعى الذئب ظَلَم). فتلَّفت الناسُ بعضُهم إِلى بعض، فقال عليّ: صدق، والله ليخرجن مما قال. فلما فرغ من صلاته قال له علي: ما شيءٌ سَنَح لك في خطبتك؟ قال: وما هو؟ قال: قولك: (يا سارية، الجبلَ الجبلَ، من استرعى الذئب ظلم) قال: وهل كان ذلك منى؟ قال: نعم، وجميع أَهل المسجد قد سمعوه. قال: إِنه وقع في خَلَدي أَن المشركين هَزّموا إِخواننا، فركبوا أَكتافهم، وأَنهم يمرون بجبل، فإِن عدلوا إِليه قاتلوا من وجدوا وقد ظفروا، وإِن جاوزوا هلكوا، فخرج مني ما تزعم أَنك سمعته. قال: فجاءَ البَشِير بالفتح بعد شهر، فذكر أَنّه سمع في ذلك اليوم في تلك الساعة، حين جاوزوا الجبل صوت يشبه صوت عمر، يقول:(يا ساريةَ بن حصن، الجبل الجبل) قال: فعدلنا إِليه، ففتح الله علينا.
قال: وحدثنا أَبو بكر، حدثنا دعْلَج بن أَحمد، حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر، حدثنا أَبو عتاب سهل بن حماد، حدثنا المختار بن نافع، عن أَبي حَيَّان التَّيْمِي، عن أَبيه، عن علي قال: قال رسول الله ﷺ: رحم الله أَبا بكر، زَوجني ابنته، وحملني إِلى دار الهجرة، وأَعتق بلالاً من ماله، رحم الله عمر، يقول الحق وإِن كان مرّاً، تركه الحق وماله من صديق.
قال: وحدثنا أَبو بكر حدثنا أَحمد بن كامل، حدثنا أَبو إِسماعيل الترمذي، حدثنا إِسحاق ابن سعيد الدمشقي، حدثنا سعيد بن بشير، عن حرب بن الخطاب، عن روح، عن أَبي سلمة، عن أَبي هريرة قال:(إِن نبي الله ﷺ قال: ركب رجل بقرة فقالت البقرة: (إِنا والله ما لهذا خلقنا ما خلقنا إِلا للحراثة). فقال القوم: سبحان الله فقال النبي ﷺ: (أَنا أَشهد، وأَبو بكر وعمر يشهدان، وليسا ثَمَّ).