شيئاً من دقيق وسمن وشحم وتمر وثياب ودراهم، حتى ملأَ الغرارة، ثم قال: يا أَسلم، احمل عليّ، فقلت: يا أَمير المؤمنين، أَنا أَحمله عنك فقال لي: لا أُمَّ لك يا أَسلم، أَنا أَحمله لأَني أَنا المسؤول عنهم في الآخرة قال: فحمله علي عنقه، حتى أَتى به منزل المرأَة قال: وأَخذ القدر، فجعل فيها شيئاً من دقيق وشيئاً من شحم وتمر، وجعل يحركه بيده وينفخ تحت القدر قال أَسلم: وكانت لحيته عظيمة، فرأَيت الدخان يخرج من خَلَل لحيته، حتى طبخ لهم، ثم جعل يعرف بيده ويطعمهم حتى شبعوا، ثم خرج وَرَبَض بحذائهم كأَنه سَبْعَ، وخفت منه أَن أُكلمه، فلم يزل كذلك حتى لعبوا وضحكوا، ثم قال: يا أَسلم، أَتدري لم ربضت بحذائهم؟ قلت: لا، يا أَمير المؤمنين قال: رأَيتهم يبكون، فكرهتُ أَن أَذهب وأَدعهم حتى أَراهم يضحكون، فلما ضحكوا طابت نفسي.
خلافته ﵁ وسيرته
أَنبأَنا محمد بن محمد بن سرايا وغير واحد بإِسنادهم، عن محمد بن إِسماعيل قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمَير، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا عبيد الله، حدثني أَبو بكر ابن سالم، عن سالم، عن عبد الله بن عمر: أَن النبي ﷺ قال: رأَيت في المنام أَني أَنزع بدلو بَكْرَة على قليب، فجاءَ أَبو بكر فنزع ذُنوباً أَو ذنوبين نزعاً ضعيفاً، والله يغفر له، ثم جاءَ عمر بن الخطاب فاستحالت غَرْباً، فلم أَر عبقريّاً يفري فَرْيه، حتى رَوِيَ الناس، وضربوا بعَطَن.