للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبَعَدَ قَتِيلٍ بالمَدِينةِ أَصْبَحَتْ … له الأَرض تَهْتَزَّ العِضَاهُ بأَسْوق

جَزَى اللَّهُ خَيْراً مِنْ أَمِيرٍ وباركَتْ … يَدُ اللَّهِ في ذَاكَ الأَدِيم المُمَزَّقِ

فَمنْ يَسْعَ أَو يركبْ جَنَاحي نَعَامَة … لِيُدْرِكَ ما قَدَّمتَ بالأَمْسِ يُسْبِق

قَضَيْتَ أُموراً ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَها … بَوَائِقَ في أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ

فما كنتُ أَخْشَى أَن يَكُونَ مَمَاتُه … بَكْفَى سَبَنْتي أَخضر العَيْن مُطْرِق

قيل: إِن هذه الأَبيات للشماخ، أَو لأَخيه مُزَرَّد.

أَنبأَنا مسمار بن عُمَر بن العُوَيس النَّيَّار وأَبو عبد الله الحسين بن أَبي صالح بن فناخسرو وغيرهما بإِسنادهم إِلى محمد بن إِسماعيل: حدَّثنا موسى بن إِسماعيل، أَنبأَنا أَبو عَوَانة، عن حُصَين، عن عمرو بن ميمون قال: رأَيت عُمَر بن الخطاب قبل أَن يصاب بأَيام بالمدينة، وقف على حُذَيفة بن اليمان وعثمان بن حُنَيف قال: كيف فعلتما؟ أَتخافان أَن تكونا قد حمَّلتما الأَرض ما لا تُطِيق؟ قالا: حملناها أَمراً هي له مُطِيقة، ما فيها كبير فضل. قال: انظرا أَن تكونا حَمْلتما الأَرض ما لا تطيق: قالا: لا. فقال عمر: لئن سلمني الله لأَدعَنَّ أَرامل أَهل العراق لا يَحْتَجْن إِلى رجل بعدي أَبداً قال: فما أَتت عليه إِلا رابعة حتى أُصيب قال: إِني لقائم ما بيني وبينه إِلا عبد الله ابن عبّاس غداة أَصيب، وكان إِذا مَرَّ بين الصَّفَّين قال: استووا، حتى إِذا لم ير فيهن خَلَلاً تقدَّم فكبَّر، وربَّما قرأَ بسورة (يوسف) أَو (النحل) أَو نحو ذلك في الركعة الأُولى، حتى يجتمع الناس، فما هو إِلا أَن كبَّر فسمعته يقول: قتلني أَو: أَكلني الكلب حين طعَنه، فطار العِلْج بسكين ذات طرفين، لَا يَمُرّ على أَحد يمنياً وشمالاً إِلا طعنه، حتى طَعَنَ ثلاثَةَ عَشَر رجلاً مات منهم سبعة، فلما رأَى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه بُرْنُساً، فلمّا ظنَّ العِلْجُ أَنه مأْخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدَّمه، ممن يلي عمر، فقد رأَى الذي أَرى، وأَما نواحي المسجد فإِنهم لا يدرون، غير أَنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون: (سبحان الله، سبحان الله) فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة، فلمّا انصرفوا قال: يابن عباس، انظر من قتلني. فجال ساعة، ثمّ جاء المسجد فقال: غلام المغيرة بن شعبة. قال: الصَّنَع؟ قال: نعم. قال: قاتله الله لقد أَمرتُ به معروفاً الحمد لله الذي لم يجعل مَنِيَّتي بيد رجل يَدَّعي الإِسلام، قد كنت أَنت وأَبوك تُحبَّان أَن يكثر العُلُوج بالمدينة وكان العبّاس أَكثرهم رقيقاً فقال: إِن شئت فعلت؟ أَي: إِن شئت قتلنا. فقال: كذبت بعدما تكلَّموا

<<  <  ج: ص:  >  >>