روى عنه جُبَير بن نفير، ورفاعة بن شداد القتباني، وغيرهما.
أَنبأَنا أَبو منصور بن مكارم بن أَحمد المؤدب بإِسناده إِلى أَبي زكريا يزيد بن إِياس قال: حدّثنا ابن أَبي حفص، حدثنا علي بن حرب، حدّثنا الحكم بن موسى، عن يحيى بن حمزة، عن إِسحاق بن أَبي فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جدته ناشرة، عن عَمْرو بن الحمق أَنه سقى النبي ﷺ، فقال: اللهم متعه بشبابه، فمرت عليه ثمانون سنة لا ترى في لحيته شعرة بيضاء.
وكان ممن سار إِلى عثمان بن عفان ﵁، وهو أَحد الأَربعة الذين دخلوا عليه الدار، فيما ذكروا، وصار بعد ذلك من شيعة علي، وشهد معه مشاهدة كلها: الجمل، وصفين، والنهروان، وأَعان حجر بن عدي، وكان من أَصحابه، فخاف زياداً، فهرب من العراق إِلى الموصل، واختفي في غار بالقرب منها، فأَرسل معاوية إِلى العامل بالموصل ليحمل عمر إِليه، فأَرسل العامل على الموصل ليأْخذه من الغار الذي كان فيه، فوجده ميتاً، كان قد نهشته حَيّة فمات، وكان العامل عبد الرحمن بن أم الحكم، وهو ابن أُخت معاوية.
أَنبأَنا أَبو منصور بن مكارم بإِسناده إِلى أَبي زكريا قال: أَنبأَنا إِسماعيل بن إِسحاق، حدثني علي بن المديني، حدثنا سفيان قال: سمعت عماراً الدُّهني إِن شاءَ الله قال: أَوّل رأْس حمل في الإِسلام رأْس عمرو بن الحمق إِلى معاوية قال سفيان: أَرسل معاوية ليؤتى به، فَلُدِغ، وكأَنهم خافوا أَن يتهمهم، فأَتوا برأْسه.
قال أَبو زكريا: حدثني عبد الله بن المغيرة القرشي، عن الحكم بن موسى، عن يحيى ابن حمزة، عن إِسحاق بن أَبي فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جدته قالت: كان تحت عمرو بن الحمق آمنة بنت الشريد، فحبسها معاوية في سجن دمشق زماناً، حتى وجه إِليها رأْس عمرو ابن الحمق، فأُلقي في حجرها، فارتاعت لذلك، ثم وضعته في حجرها، ووضعت كفها على جبينه، ثم لثمت فاه، ثم قالت: غَيَّبتموه عني طويلاً ثم أَهديتموه إِليّ قتيلاً. فأَهلاً بها من هَدية غير قالية ولا مقلية.