للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(نسيجَ وحْده) نزل فلسطين ومات بها وروى عن النبي أَنه قال: (لا عدوى) روى عنه ابنه عبد الرحمن، وأَبو طلحة الخولاني، وغيرهما.

قال أَبو عمر: عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان الأَنصاري، هو الذي كان الجلاس بن سويد زوج أُمه، وقد رَبَّى عميراً: وأَحسن إِليه، فسمعه عمير في غزوة تبوك وهو يقول: إِن كان ما يقول محمد حقاً لنحن شر من الحَمير، فقال عمير: أَشهد إِنه لصادق، وإِنك شر من الحمير. وقال: والله إِنى لأَخشى إِن كتمتها عن النبي أَن ينزل القرآن، وأَن أُخلَطه بخطيئة، وَلَنِعم الأَب هو لي فأَخبر النبي فدعا رسول الله الجُلَاس فعرَّفه، فتحالفا، فجاء الوحيْ فسكتوا وكذلك كانوا يفعلون فرفع رسولُ الله رأَسه وقرأَ: ﴿يَحْلِفُونَ باللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ﴾ … الآية إِلى قوله: ﴿فَإِنْ يَتُوبوا بَكُ خَيْراً لهم﴾ فقال الجلاس أَتوب إِلى الله، ولقد صدق.

وكان الجلاس قد حلف أَن لا ينفق على عمير، فراجع النفقة عليه توبةً منه.

قال عروة: فما زال عمير في عَلياءَ بعد هذا حتى مات.

وأَما هذه القصة فجعلها ابن منده وأَبو نعيم في عمير بن عبيد، ونذكره إِن شاءَ الله تعالى.

وأَما قوله تعالى: ﴿وما نَقَمُوا إِلا أَن أَغنَاهُم اللَّهُ ورَسُولُه مِنْ فَضْلهِ﴾، فإِن مولى للجلاس قتل في بني عمروبن عوف، فأَبى بنو عمرو أَن يعقلوه. فلما قدم النبي المدينة جعل عقله على بني عمرو بن عوف.

وقال ابن سيرين: لما نزل القرآن أَخذ النبيُّ يأُذُن عمير، وقال: (يا غلام، وَفَتْ أذنك، وصَدَقك ربك).

وكان عمر بن الخطاب قد استعمل عُمَير بن سعد هذا على حِمْص، وزعم أَهل الكوفة أَن أَبا زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله اسمه سعد وأَنه والد عمير هذا. وخالفهم غيرهم، فقالوا اسم أَبي زيد: قيس بن السكن.

<<  <  ج: ص:  >  >>