للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المغيرة، حدثنا صفوان، عن شريح بن عبيد، عن جُبَير بن نفير قال: جلد عياض بن غَنْم صاحب دار حِين فُتِحت، فأَغلظ له هشام بن حكيم القولَ حتى غضِب عياض. ثم مكث ليالي، فأَتاه هشام فاعتذر إِليه، ثم قال هشام لعياض: أَلم تسمع رسولَ الله يقول: (إِن من أَشد الناس عذاباً أَشدّهم للناس عذاباً في الدنيا)؟ فقال عياض: قد سمعنا ما سمعتَ، ورأَينا ما رأَيتَ، أَولم تسمع رسولَ الله يقول: (من أَراد أَن ينصح لذي سلطان عامة فلا يُبْدِ له علانيةً، ولكن ليَخْلُ به، فإِن قبل منه فذاك، وإِلا كان قد أَدى الذي عليه له وإِنك يا هشام لأَنت الجَرئُ إِذ تجترئُ على سلطان الله، فهلا خشيت أَن يقتلك السلطان، فتكون قتيل سلطان الله؟

أَنبأَنا أَبو الفضل بن أَبي الحسن بإِسناده عن أَبي يعلى أَحمد بن علي، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا هِفْل، عن المثنى، عن أَبي الزبير، عن شهر بن حوشب، عن عياض بن غنم قال: سمعت رسول الله يقول: (من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أَربعين يوماً، فإِن مات فإِلى النار، وإِن تاب قبل الله منه، وإِن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أَربعين يوماً، فإِن مات فإِلى النار، وإِن تاب قبل الله منه، وإِن شربها الثالثة أَو الرابعة كان حقاً على الله أَن يسقيه من رَدْغةَ الخَيَال فقيل: يا رسول الله، وما رَدْغَة الحبال؟ قال: (عصارة أَهل النار).

أَخرجه الثلاثة.

قلت: لم يخرج ابن منده وأَبو نعيم: عياضَ بن زهير المذكور أَوّلاً فلا أَدري أَظناهما واحداً أَو لم يصل إِليهما؟ وقد اختلف العلماءُ فيهما فمنهم من جعلهما اثنين، وجعل أَحدهما عم الآخر، ومنهم من جعلهما واحداً، وجعل الأَول قد نسب إِلى جده، ويكفي في هذا أَن مصعباً وعمه لم يذكرا الأَوّل، وجعلاهما واحداً، وأَهل مكة أَخبر بشعابها. وممن ذهب إِلى هذا أَيضاً الحافظ، أَبو القاسم بن عساكر الدمشقي، وروى بإِسناده إِلى محمد بن سعد ما ذكرناه في عياض بن زهير أَوّلاً، وأَنهما اثنان، ثم قال: وذكرهما محمد بن سعد في الطبقات الكبرى في موضع آخر، فقال في تسمية من نزل الشام من أَصحاب النبي : عياض بن

<<  <  ج: ص:  >  >>