قال ابن إِسحاق: فلما انتهى إِلى رسول الله ﷺ قال له فيما بلغنا: يا فروة، هل ساءَك ما أَصاب قومك يوم الرَّدْم؟ قال: يا رسول الله، ومن ذا الذي يصيب قومه ما أَصاب قومي (يوم الرَّدم) ولا يسوؤه فقال رسول الله ﷺ: أَما إِن ذلك لم يَزد قومك في الإِسلام إِلا خيراً.
أَخبرنا إِسماعيل بن عُبَيد الله وغيره بإِسنادهم إِلى أَبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا أَبو كريب وعبد بنِ حُميد قالا: حدثنا أَبُو أُسامة، عن الحَسَن بن الحَكَم النخعي قال: حدثني أَبو سَبْرَة النخعي عن فروة بن مُسَيك المُرَادي قال: أَتيت النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله، أَلا أُقاتل من أَدبر من قومي بمن أَقبل منهم؟ فأَذن لي في قتالهم، وأَمَّرني، فلما خرجت من عنده سأَل عني: ما فعل الغُطَيفي؟ فَأُخبرَ أَني قد سرتُ، فأَرسل في أَثَري فردَّني، فأَتيت وهو في نفر من أَصحابه، فقال: ادع القوم، فمن أَسلم منهم فاقبل منه، ومن لم يسلم فلا تَعْجَلْ حتى أَحدث إِليك، وقال رجل: يا رسول الله، سبأَ أَرض أَو امرأَة؟ قال: ليس بأَرض ولا امرأَة، ولكنه رجل ولد عَشَرةً من الولد فَتَيَامنَ ستة وتشاءَم أَربعة، فأَما الذين