البُرْنُس. قيل: إن أباه أمره بالقتال، وكان كارهاً للقتال، فتقدّم ونَثَل درعه بين رجليه، وقام عليها، وجعل كلما حمل عليه رجل قال: نشدتك بحاميم. حتى شدّ عليه رجل فقتله، وأنشأ يقول:
يقال: قتله كعب بن مُدْلج، من بني أسد ابنِ خُزَيمة. وقيل: قتله شدَّاد بن مُعاويَة العبسي. وقيل: قتله الأشتر. وقيل: قتله عصام بن مقشعر النصري، وهو الأكثر. وقيل غير من ذكرنا.
رُوي عن محمّد بن حاطب أنه قال: لما فرغنا من القتال يوم الجمل، قام علي بن أبي طالب والحسن، وعمار بن ياسر، وصعصعة بن صوحان، والأشتر، ومحمد بن أبي بكر، يطوفون في القتلى، فأبصر الحسن بن علي قتيلاً مكبوباً على وجهه، فردّه على قفاه وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا فرع قريش والله فقال أبوه: من هو يا بني؟ قال: محمد بن طلحة قال: ﴿إنَّا لِلّه وإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون﴾، إن كان ما علمته لشاباً صالحاً. ثمّ قعد كئيباً حزيناً، فقال: الحسن: يا أبت، كُنت أنهاك عن هذا المسير، فغلَبَك على رأيك فلان وفلان قال: قد كان ذلك يا بني، ولودِدْتُ أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حَبَّة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن هلال الوَزَّان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نظر عمر بن الخطاب ﵁ إلى ابن عبد الحميد وكان اسمه محمداً ورجل يقول له: فعل الله بك وفعل يا محمد، ويسبه فدعاه عمر فقال: يا ابن زيد، ألا أرى محمداً يسب بك، والله لا