عبد الله بن أبي بكر ورجل آخر، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن معاذ بن عفراء قال: سمعت القوم وهم في مثل الحَرَجة، وأبو جهل فيهم، وهم يقولون: أبو الحكم، يعني أبا جهل، لا يُخْلَص إليه. فلمّا سمعتها جعلته من شأني، فقصدت نحوه، فلمّا أمكنني حملت عليه، فضربته ضربةً عظيمة، فَطَنَّت قَدَمُه بنِصف ساقه، وضربني ابنه عكرمةُ على عاتقي فطرح يدي، فَتَعَلَّقَت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه. ولقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي، فلمّا آذتني وضعت قدمي عليها وتَمَطَّيت حتى طرحتها. ثمّ عاش حتى كان زمن عثمان.
قال أبو عمر: هكذا روى ابن أبي خيثمة، عن ابن إسحاق.
وذكره عبد الملك بن هشام، عن زياد، عن ابن إسحاق لمعاذ بن عمرو بن الجموح.
وأصح من هذا كله ما أخبرنا به أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العِزَّ، والحسين بن أبي صالح بن فَنَّاخِسْرُو، وغير واحد، بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل قال: حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم الدَّورَقي، حدثنا ابن عُلَيَّة، حدَّثنا سليمان التيمي، عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ يوم بدر: (مَنْ ينظر ما صنع أبو جهل؟) فانطلق ابنُ مسعود فوجَدَه قد ضَرَبه ابنا عَفْرَاءَ حتى بَرَد، فقال: آنتَ أبا جهل قال ابن عُلَيَّة: قال سليمان: هكذا قالها أنس، قال: أنت أبا جهل قال: وهل فَوقَ رَجُلٍ قتلتموه؟ قال سليمان: أو قال: قتله قومه؟ قال: وقال ابن مِجْلَز: قال أبو جهل: فلو غيرُ أكَّارٍ قَتَلَني.
أنبأنا يحيى بن أبي الرجاءِ الثقفي بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غُندَر، عن شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر بن عبد الرحمن، عن جدّه معاذ