للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حجاج قومنا من المشركين، وقد صلّينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا، فقال البراء لنا: يا هؤلاء، قد رأيتُ أن لا أدع هذه البَنِيَّة، يعني الكعبة، مني بظهر وأن أصلي إليها، قال: فقلنا والله ما بلغنا أن نبينا يصلي إلاّ إلى الشام، وما نريد أن نخالفه، فقال: إني لمصل إليها، قال: قلنا له: لكنا لا نفعل، قال فكنا إذا حضرت الصلاة صلّينا إلى الشام وصلّى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة، فقال: يا ابن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله حتى أسأله عمّا صنعت في سفري هذا، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إيّاي فيه.

قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله ، وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك، قال: فدخلنا المسجد، ثم جلسنا إليه، قال: فقال البراء بن معرور: يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا، وقد هداني الله ﷿ للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البَنِيَّة مني بظهر، فصلّيت إليها، وقد خالفني أصحابي، في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك فماذا ترى يا رسول الله؟ قال: (لقد كنت على قبلة لو صبرت عليها) قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله فصلّى معنا إلى الشام.

قال: وأهله يزعمون أنه صلّى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا؛ نحن أعلم به منهم.

قال: فخرجنا إلى الحج، فواعدنا رسول الله العقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج اجتمعنا تلك الليلة بالشعب ننتظر رسول الله فجاء، وجاء معه العباس، يعني عمه، قال: فتكلّم العباس، فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلّم أنت يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ﷿ فتكلّم رسول الله فتلا القرآن، ودعا إلى الله ﷿ وَرَغَّبَ في الإسلام، وقال: (أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم). قال: فأخذ البراء بن معرور بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعنّك مما نمنع منه أزُرَنا فبايعنا رسول الله، فنحن والله أهل الحَلْقَة ورثناها كابراً عن كابر.

قال: فاعترض القولَ والبراء يكلّم رسول الله أبو الهيثم بن التَّيِّهان حليف بني عبد الأشهل، فكان البراء أول من ضرب على يد رسول الله ، ثم تتابع القوم.

وتوفي في سفر قبل قدوم رسول الله المدينة مهاجراً بشهر، فلما قدم رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>