أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأُمه هند، في الفتح. وكان معاوية يقول: إنه أسلم عام القَضِية، وإنه لقى رسول الله ﷺ مسلماً وكتم إسلامه من أبيه وأُمه.
وشهد مع رسول الله ﷺ حُنيناً، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين أُوقية. وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامهما، وكتب لرسول الله ﷺ.
ولما سير أبو بكر ﵁ الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان، فلما مات يزيد استخلفه على عمله بالشام، وهو دمشق. فلما بلغ خبر وفاة يزيد إلى عمر، قال لأبي سفيان: أحسن الله عزاءَك في يزيد،﵀ فقال له أبو سفيان: من وَلّيتَ مكانه؟ قال: أخاه معاوية. قال: وَصَلَتكَ رَحِم يا أمير المؤمنين.
أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو مُسْهِر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة ابن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عَمِيرةَ وكان من أصحاب النبي ﷺ أنه قال لمعاوية:(اللهم، اجعله هادياً مَهْدِيًّا، واهد به).
قال: وأخبرنا أبو عيسى: حدثنا سُويد ابن نصر، أخبرنا عبد الله وهو ابن المبارك أخبرنا يونس، عن الزهري، أخبرنا حُمَيد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية خطب بالمدينة فقال: أين علماؤُكم يا أهل المدينة؟ سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن هذه القُصَّة ويقول:(إنما هَلَكت بنُو إسرائيل حِينَ اتخذها نساؤُهم).
وقال ابن عباس: معاوية فقيه.
وقال ابن عمر: ما رأيت أحداً بعد رسول الله ﷺ أسوَدَ من معاوية. فقيل له: أبو