ولما مرض كان ابنه يزيد غائباً، ولما حَضَره الموتُ أوصى أن يكفَّن في قميص كان رسول الله ﷺ قد كساه إياه، وأن يجعل مما يلي جسده. وكان عنده قُلَامة أظفارِ رسول الله ﷺ، فأوصى أن تُسحَق وتجعل في عينيه وفمه، وقال: افعلوا ذلك، وخَلّوا بيني وبين أرحم الراحمين).
ولما نزل به الموت قال:(ليتني كنت رجلاً من قريش بذي طُوىً، وأني لم أل من هذا الأمر شيئاً).
ولما ماتَ أخذ الضحاكُ بن قيس أكفانه، وصَعِد المنبرَ وخَطب الناسَ وقال: إن أمير المؤمنين معاوية كان حَدَّ العرب، وعَوْدَ العَرب، قطع الله به الفتنة، ومَلَّكه على العباد، وسيَّر جنوده في البر والبحر، وكان عبداً من عبيد الله، دعاه فأجابه، وقد قضى نحبه، وهذه أكفانه فنحن مُدرجوه ومدخلوه قبرَه، ومخلوه وعمله فيما بينه وبين ربه، إن شاء رحِمه، وإن شاءَ عَذَّبه.
وصلى عليه الضحاك، وكان يزيد غائباً بحُوَّارِينَ، فلما ثَقُلَ معاويةُ أرسل إليه الضحاك، فقدم وقد مات معاوية، فقال: