وهو من سُودَان مكة، وهو مولى لطعيمة ابن عَدِيّ، وقيل مولى جُبَير بن مُطْعِم بن عَدِيّ بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، قاتل حمزة بن عبد المطلب ﵁ يوم أُحد، وشَرِك في قتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة، وكان يقول: قتلت خير الناس في الجاهلية وشَرّ الناس في الإسلام.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس عن ابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جَعفر بن عمرو بن أُمية الضمري قال: خرجت أنا وعُبيد الله بن عَدِيّ بن الخيار مُدْرِبين في زمن معاوية، فلما قفلنا مَرَرْنا بحمص، وكان وحشي مولى جبير بن مطعم قد سكنها فلما قدمناها قال لي عُبَيد الله بن عَدِيّ: هل لك أن نأتي وحشياً فنسأله عن قتل حمزة، كيف قتله؟ فقلت: إن شئت. فخرجنا نسأل عنه بحمص، فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه: إنكما ستجدانه بفناءِ داره، وهو رجل قد غلبت عليه الخمر، فإن تجداه صاحياً تجدا رجلاً عربياً، وتصيبا عنده ما تريدان، وإن تجداه وبه بعض ما يكون به، فانصرفا عنه ودعاه. فخرجنا نمشي حتى جئنا، فوجدناه بفناءِ دار، فسلمنا عليه فرفع رأسه إلى عُبَيد الله بن عَدِيّ فقال: ابنٌ لِعَدِيّ بن الخيار أنتَ؟ قال: قلت: نعم. قال: أما والله ما رأيتُك مذ ناولتك السعديّة التي أرضعتك، فإني ناولتها إياك بذي طُوىً، فَلَمعت لي قدماك حين رفعتُك إليها، فوالله ما هو إلا أن وقفتَ عليَّ فعرفتهما. فقلنا له: جئناك لتحدّثنا عن قتلكَ حمزةَ بن عبد المطلب، كيف قتلتَه؟ فقال: أما إني سأحدّثكما كما حدّثتُ رسولَ الله ﷺ حين سألني عن ذلك: كنت غُلاماً لجبير بن مُطعِم، وكان عَمّه طُعَيمة بن عدي قد قُتِل يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أُحد قال لي جبير: إن قتلتَ حمزة عمُّ محمد بعمِّي فأنت عَتِيقٌ. فخرجتُ مع الناس حين خرجوا إلى أُحد، فلما التقى الناس خرجتُ أنظر حمزة وأتبصَّره، حتى رأيته مثل الجمل الأورَقِ في عُرْضِ الناس يَهُذُّ الناس بسيفه هَذًّا، ما يقوم