أسلم يوم الفَتح فتح مكة هو وأخوه خالد ابن عقبة، يكنى الوليد أبا وهب.
قال أبو عمر: أظنه لما أسلم كان قد ناهز الاحتلام.
وقال ابن ماكولا: رأى الوليدُ رسول الله ﷺ وهو طفل صغير.
أخبرنا أبو أحمد بن علي بإسناده عن أبي داود السجستاني: حدثنا أيوب بن محمد الرقي، حدثنا عُمَر بن أيوب، عن جعفر بن بَرقان، عن ثابت بن الحجاج، عن عبد الله الهَمْداني، عن الوليد قال: لما افتتح رسول الله ﷺ مكة، جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم بالبركة، فأتى بي إليه وأنا مُخَلَّق فلم يمَسّني من أجل الخَلوق.
قال أبو عمر: (وهذا الحديث رواه جعفر بن بَرْقان، عن تابت بن الحجاج، عن أبي موسى الهمداني، وأبو موسى مجهول، والحديث مضطرب، ولا يمكن أن يكون من بُعِث مُصَدِّقاً في زمن النبي ﷺ صبياً يوم الفتح قال: ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قوله ﷿: ﴿إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ أنزلت في الوليد بن عقبة، وذلك أنَّ رسول الله ﷺ بعثه مصدِّقاً إلى بني المصطلق، فعاد وأخبر عنهم أنهم ارتدوا ومنعوا الصدَقة، وذلك أنهم خرجوا إليه يتلقونه، فهابهم فانصرف عنهم، فبعث إليهم رسول الله ﷺ خالد بن الوليد، فأخبروه أنهم متمسكون بالإسلام، ونزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا إن جَاءَكُم فَاسِقٌ بِنَبَأ فَتَبَيَّنُوا﴾ … الآية.
ومما يَرُدّ قَول من جَعله صَبِيًّا في الفتح: أن الزبير وغيره من أهل النسب والعلم بالسير ذكروا: أن الوليد وَعُمَارة ابني عقبة خَرَجا ليردّا أختهما أم كلثوم بنت عقبة عن