للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليها، وضرب له بسهمه وأجره.

أخبرنا أبو جعفر بإسناد عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن بايع تحت العقبة من الأوس: (رفاعة بن عبد المنذر بن زَنْبَرِ بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس أبو لبابة).

وشهد مع رسول الله بدراً، واستخلفه رسول الله وبالإسناد عن ابن إسحاق قال: (وضرب رسول الله لرجال من المهاجرين والأنصار. ممن غاب عن بدر، بسهمه وأجره، منهم جماعة قال: وضرب رسول الله لأبي لبابة بن عبد المنذر بسهمه وأجره، وكان رسول الله استخلفه على المدينة، وذهب إليها من الطريق. ولهذا عدّه الجماعة ممن شهد بدراً، حيث ردّه رسول الله ، فضرب له بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها. واستخلفه أيضاً رسول الله على المدينة حين خرج إلى غزوة السَّويق. وشهد أُحداً وما بعدها من المشاهد، وكانت معه راية بني (عمرو بن عوف) في غزوة الفتح، وربط نفسه إلى سَارِية من المسجد بسلسلة، فكانت نُحْلة ابنته لحاجة الإنسان وللصلاة، فبقي كذلك بضع عَشَرةَ ليلة، وقيل سبعة أيام، أو ثمانية أيام. وكان سبب ذلك أن بني قَرَيْظة لما حَصَرهم رسول الله وكانوا حلفاء الأوس فاستشاروه في أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فأشار إليهم أنه الذبح، قال: فما برِحتْ قدماي حتى عرفت أني خُنتُ الله ورسوله، فجاء وربط نفسه. وقيل: إنما ربط نفسه لأنه تخلف عن غزوه تبوك، فربط نفسه بسارية، فقال: والله لا أَحُلُّ نفسي ولا أذوق طعاماً ولا شراباً حتى يتوب الله عَلَيَّ، فمكث سبعة أيام لا يذوق شيئاً حتى خَرَّ مغشياً عليه، ثم تاب الله ﷿ عليه. فقيل له: قد تاب الله عليك. فقال: والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله يحلَّني. فجاء النبي فحلّه بيده، وقال أبو لبابة: يا رسول الله، إن من توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب، وأن أنخلع من مالي كله صدقة إلى الله تعالى وإلى رسوله قال: (يجزئك يا أبا لبابة الثلث).

ورُوِي عن ابن عباس من وجُوهٍ في قوله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلاً صَالحاً وَآخَرَ سَيِّئاً﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>