وعشرين سنة، وأسلمت بعد سبعةَ عشرَ إنساناً، وهاجرت إلى المدينة وهي حامل بعبد الله بن الزبير، فوضعته بقُباءَ.
وإنما قيل لها (ذات النطاقين) لأنها صنعت للنبي ﷺ ولأبيها سُفْرة لما هاجرا، فلم تجد ما تشدّها به، فشقت نطاقها وشدّت السفرة به، فسماها رسول الله ﷺ ذات النِّطاقين. ثم إن الزبير طلقها فكانت عند ابنها عبد الله، وقد اختلفوا في سبب طلاقها، فقيل: إن عبد الله قال لأبيه: مثلي لا توطأ أُمه فطلقها. وقيل: كانت قد أسنت وولدت للزبير عبدَ الله، وعروة، والمنذر. وقيل: إن الزبير ضربها فصاحت بابنها عبد الله، فأقبل إليها، فلما رآه أبوه قال: أُمك طالق إن دخلتَ. فقال عبد الله: أتجعل أُمي عرضة ليمينك؟ فدخل فخلَّصها منه، فبانت منه.
روى عنها عبد الله بن عباس، وابنها عروة، وعَبَّاد بن عبد الله بن الزبير، وأبو بكر وعامر ابنا عبد الله بن الزبير، والمطلب بن حنْطب، ومحمد ابن المنكدر، وفاطمة بنت المنذر، وغيرهم.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا أبو عبد الله الحُسَين بن علي بن يوسف المقري المعروف بابن الأخن حدثنا أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، أخبرنا أبو القاسم بن بنت منيع، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، أخبرنا الليث ابن سعد (ح) قال ابن بنت منيع: وحدثنا أبو الجهم المقري، حدثنا ابن عيينة، جميعاً عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أُمه وهي أسماء قالت: سألتُ رسول الله ﷺ قلت: أتتني أُمي وهي راغبة وهي مشركة في عهد قريش، أفأصلها؟ قال:(نعم).
ثم إن إسماءَ عاشت وطال عمرها، وعَمِيت، وبَقِيت إلى أن قُتِل ابنها عبد الله سنة ثلاث وسبعين، وعاشت بعد قتله قيل: عشرة أيام، وقيل: عشرون يوماً. وقيل: بضع وعشرون يوماً. حتى أتى جواب عبد الملك بن مَرْوان بإنزال عبد الله ابنها من الحبشة، وماتت ولها مائة سنة، وخبرها مع ابنها لما استشارها في قبول الأمان لما حَصَره الحجاج، يدلّ على عقل كبير، ودين متين، وقلب صبور قوي على احتمال الشدائد.