وكان يقال له: الطيب والطاهر. قال: وهذا هو الصحيح، وغيره تخليط.
وقال الكلبي: ولد عبد الله في الإسلام وكل ولده منها ولد قبل الإسلام.
وأما إسلامها فأخبرنا محمد بن محمد سرايا ابن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عُروةَ عن عائشة أم المؤمنين قالت:(أوّل ما بدئَ به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فَلَق الصبح) … وذكر الحديث، قال يعني جبريل ﵇،: ﴿اقْرَأْ بِاسْم رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ فرجع بها رسول الله ﷺ يرجُف فؤاده، فدخل على خديجة ﵂ فقال:(زَمِّلُوني)، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وقال لخديجة وأخبرها الخبر:(لقد خَشيتُ على نفسي). فقالت خديجة: كلا، والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُكْسِبُ المعدومَ، وَتَقْرِي الضَّيف، وتعين على نوائب الحق. وانطلقت به خديجة إلى ورقة بن نوفل، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، ويكتب الكتاب العِبْرَاني، ويكتب من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، فقالت له خديجة: يا ابن عَمّ، اسمع من ابن أخيك. فقال له وَرَقة: ماذا ترى؟ فأخبره رسولُ الله ﷺ، فقال: يا ليتني فيها جَذَعاً، ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده إلى يونس، عن ابن إسحاق قال: وكانت خديجة أوّل من آمن بالله ورسوله، وصدّق بما جاءَ به، فخفَّفَ الله بذلك عن رسول الله ﷺ، لا يسمع شيئاً يكرهه من رَدَ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فَرَّج الله عنه بها إذا رجع إليها تُثَبِّته وتخفِّف عنه، وتصدِّقه وتهوّن عليه أمر الناس، ﵂.
قال ابن إسحاق: وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير: أنه حُدِّث، عن خديجة أنها قالت لرسول الله ﷺ: يا ابن عم، هل تستطيع أن تُخبِرَني بصاحبك الذي يأتيك إذا