للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا يحيى بن محمود وأبو ياسر بإسنادهما عن مسلم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كُرَيب وابن نُمير قالوا: حدثنا ابن فُضَيل، عن عُمَارة، عن أبي زُرَعة قال: سمعت أبا هريرة قال: أتى جبريل النبيَّ فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتتك ومعها إناءٌ فيه إدَام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها، ومنّي، وبشرها ببيت في الجنة من قَصَب، لا صخب فيه ولا نصب. قال أبو بكر في روايته: عن أبي هريرة ولم يقل (سمعت)، ولم يقل في الحديث: (ومني).

وروى مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول الله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها. فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها فغضب حتى اهتز مُقَدّم شعره من الغضب، ثم قال: (لا، والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنَتْ إذ كفر الناس، وصَدَّقتني وكَذَّبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء). قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بسيئة أبداً.

وروى الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن، عن يعلى بن المغيرة عن ابن أبي رواد قال: دخل رسول الله على خديجة في مرضها الذي ماتت فيها، فقال لها: (بالكره مني ما أُثنِي عليك يا خديجة، وقد يجعل الله في الكره خيراً كثيراً؛ أما علمتِ أن الله تعالى زَوَّجني معك في الجنة مريم بنت عمران، وكلثم أُخت موسى، وآسية امرأة فرعون). فقالت: وقد فعل ذلك يا رسول الله؟ قال: (نعم). قالت: بالرَّفاء والبنين.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: ثم إن خديجة توفيت بعد أبي طالب، وكانا ماتا في عام واحد، فتتابعت على رسول الله المصائب بهلاك خديجة وأبي طالب، وكانت خديجة وَزِيرة صِدْقٍ على الإسلام كان يسكن إليها.

وقال أبو عُبَيدة معمر بن المثنى: (توفِّيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين. وقيل: بأربع سنين. وقال عروة وقتادة: توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. وهذا هو الصواب. وقالت

<<  <  ج: ص:  >  >>