للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمكة، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عُبَيد الله بن جَحْشِ، فتنصر بالحبشة. ومات بها، وأبت هي أن تتنصر، وثبتت على إسلامها، فتزوّجها رسول الله وهي بالحبشة، زوّجها منه عثمان بن عفان، وقيل: عقد عليها خالد بن سعيد بن العاص بن أُمية، وأمهرها النجاشيّ عن رسول الله أربعمائة دينار، وأوْلَم عليها عثمان لحماً. وقيل: أوْلَمَ عليها النجاشي، وحملها شرحبيل ابن حَسَنة إلى المدينة. وقد قيل: إن رسول الله تزوّجها وهي بالمدينة.

روى مسلم بن الحجاج في صحيحه: أن أبا سفيان طلب من النبي أن يتزوجها فأجابه إلى ذلك. وهذا مما يُعَدّ من أوهام مُسْلِمْ؛ لأن رسول الله كان قد تزوّجها وهي بالحبشة قبل إسلام أبي سفيان، لم يختلف أهل السِّيَر في ذلك. ولما جاء أبو سفيان إلى المدينة قبل الفتح، لما أوقعت قريش بخزاعة، ونقضوا عهد رسول الله ، فخاف، فجاء إلى المدينة لِيجدّد العهد، فدخل على ابنته أُم حبيبة، فلم تتركه يجلس على فراش رسول الله وقالت: أنت مشرك.

وقال قتادة: لما عادت من الحبشة مهاجرة إلى المدينة خطبها رسول الله ، فتزوّجها وكذلك رَوَى الليث، عن عَقِيل، عن ابن شهاب. وروى معمر، عن الزهري: أن رسول الله تزوّجها وهي بالحبشة. وهو أصح. ولما بلغ الخبر إلى أبي سفيان أن رسول الله نكح أُم حبيبة ابنته قال: (ذلك الفحل، لا يُقدَع أنفه).

وتزوّجها رسول الله سنة ست، وتوفيت سنة أربع وأربعين. وقيل: إن رسول الله أرسل عمرو بن أُمية الضَّمْرِيّ إلى النجاشي يخطب أُم حبيبة، فزوّجها أياه.

وروى الزبير بن بكار قال: حدثني محمد ابن الحسن، عن عبد الله بن عمرو بن زهير، عن إسماعيل بن عمرو: أن أُم حبيبة قالت: ما شعرت وأنا بأرض الحبشة إلا برسول النجاشي جارية، فاستأذَنَت فأذنتُ لها، فقالت: إن الملك يقول لك: إن رسول الله كتب إليّ أن أُزَوِّجكَيه، فقلتُ،: بشرِك الله بخير. فقالت: يقول الملك: وكلى من يزوّجك. فأرسلت إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>