عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز الفقيه، حدثنا محمد ابن الفضل بن محمد السلمي، أخبرنا أبي حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، حدثنا الحسين ابن الوليد، عن عيسى بن طهمان، عن أنس بن مالك قال: كانت زينب بن جحش تفخر على نساء النبي ﷺ وتقول زوّجني الله من السماء. وأولم عليها رسول الله ﷺ بخبز ولحم.
وكانت زينب كثيرة الخير والصدقة، ولما دخلت على رسول الله ﷺ كان اسمها بَرَّة فسماها زينب. وتكلم المنافقون في ذلك وقالوا: إن محمداً يحرم نكاح نساء الأولاد، وقد تزوج امرأة ابنه زيد، لأنه كان يقال له (زيد بن محمد)، قال الله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أحَد مِنْ رِجَالِكم﴾. وقال: ﴿ادْعُوهُم لآبَائِهمْ هُوَ أقْسَطُ عِنْد الله﴾. فكان يدعى (زيد بن حارثة). وهجرَها رسول الله ﷺ وغَضِب عليها لما قالت لصفية بنت حُيَي:(تلك اليهودية) فهجرها ذا الحجة والمحرّم وبعض صفر، وعاد إلى ما كان عليه. وقيل: إن التي قالت لها ذلك حفصة.
وقالت عائشة: لم يكن أحد من نساء النبي ﷺ تساميني في حسن المنزلة عنده إلا زينب بنت جحش. وكانت تفخر على نساء النبي ﷺ وتقول: إن آباءَكن أنكحوكن وإن الله أنكحني إياه.
وبسببها أنزل الحجاب. وكانت امرأة صناع اليد، تعمل بيدها، وتتصدق في سبيل الله.
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى: حدثنا هارون بن عبد الله، عن ابن فديك حدثنا ابن أبي ذئب حدثني صالح مولى التَّوْأَمة، عن أبي هُرَيرة: أن رسول الله ﷺ قال للنساء عام حَجَّة الوَدَاع: (هذه ثم ظُهُور الحُصْر). قال: فكن كلهن يحججن إلا سودة وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول الله ﷺ.