قالت: كان رسول الله ﷺ إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم، ثم قال:(رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك). وإذا خرج صلى على محمد وسلم ثم قال:(رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك).
هذا الحديث ليس إسناده بمتصل، فإن فاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة الكبرى، والله أعلم.
وتوفيت فاطمة بعد رسول الله ﷺ بستة أشهر. هذا أصح ما قيل. وقيل: بثلاثة أشهر. وقيل: عاشت بعده سبعين يوماً. وما رُؤيت ضاحكة بعد وفاة رسول الله ﷺ حتى لحقت بالله ﷿، وَوَجِدَت عليه وَجداً عظيماً.
قال أنس: قالت لي فاطمة: يا أنس، كيف طابت قلوبكم؟ تحثون الترابَ على رسول الله ﷺ؟.
وكانت أوّل أهله لحوقاً به، تصديقاً لقوله ﷺ. ولما حضرها الموت قالت لأسماء بنت عُمَيس: يا أسماءُ، إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فَيَصِفُها. قالت أسماء يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوباً. فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله فإذا أنا مِتُّ فاغسليني أنت وعليّ، ولا تدخُلِي علي أحداً. فلما توفيت جاءَت عائشة، فمنعتها أسماءُ، فشكتها عائشة إلى أبي بكر وقال: هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله ﷺ فوقف أبو بكر على الباب وقال: يا أسماء ما حملك على أن منعت أزواج النبي ﷺ أن يدخلن على بنت رسول الله ﷺ، وقد صنعت لها هودجاً؟ قالت: هي أمرتني ألا يدخل عليها أحد؛ وأمرتني أن أصنع لها ذلك. قال: فاصنعي ما أمرتك. وغَسَّلها علي وأسماءُ.
وهي أوّل من غُطِّي نعشها في الإسلام، ثم بعده زينب بنت جحش. وصلى عليها علي بن أبي طالب. وقيل: صلى عليها العباس. وأوصت أن تدفن ليلاً، ففعل ذلك بها. ونزل في قبرها علي والعباس، والفضل بن العباس.
قيل: توفيت لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة، والله أعلم. وكان عمرها تسعاً