رسول الله ﷺ فأعتقه، وقال له:(إن شئت أن تلحق بمن أنت منهم، وإن شئت أن تكون منا أهل البيت) فثبت على ولاء رسول الله ﷺ ولم يزل معه سفراً وحضراً إلى أن توفي رسول الله ﷺ فخرج إلى الشام فنزل إلى الرملة وابتنى بها داراً، وابتنى بمصر داراً، ويحمص داراً، وتوفي بها سنة أربع وخمسين، وشهد فتح مصر.
روى عن النبي ﷺ أحاديث ذوات عدد، روى عنه شداد بن أوس، وجُبَير بن نُفَير وأبو إدريس الخولاني، وأبو سلام مَمْطور الحبشي، ومعدان بن أبي طلحة، وأبو الأشعث الصنعاني، وأبو أسماء الرَّحَبي، وأبو الخير اليَزَنِي وغيرهم.
أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو عمرو بن أحمد بن عبد الله الدقاق، حدّثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، أخبرنا معاذ بن هشام، أخبرنا أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان أن نبي الله ﷺ قال:(إن الله زَوَى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها، وأعطاني الكنزين: الأحمر والأبيض، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زُوي لي منها).
وروى هشام بن عمار، عن صدقة، عن زيد بن واقد، عن أبي سلام الأسود، عن ثوبان، عن رسول الله ﷺ أنه قال:(إن حوضي كما بين عدن إلى عُمَان أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، وأطيب رائحة من المسك، أكاويبه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، وأكثر الناس وروداً عليه يوم القيامة فقراء المهاجرين)، قلنا: من هم يا رسول الله؟ قال:(الشعثة رؤوسهم، الدنسة ثيابهم، الذين لا ينكحون المُنَعَّمات ولا تفتح لهم السُّدَد، الذين يُعطُون الذي عليهم ولا يُعْطُون الذي لهم).
رواه عباس بن سالم، وزيد بن سلام، وخالد بن معدان، ويزيد بن أبي مالك، ويحيى ابن الحارث، عن أبي سلام.
ورواه قتادة؛ عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان، عن ثوبان.
ورواه عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، ولم يذكر معدان.