للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق، أخبرنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حبان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدّثنا المعافى ابن عمران، عن موسى بن خلف، عن يحيى ابن أبي كثير، عن زيد بن سلام أن جده ممطوراً حدّثه، حدّثني الحارث بن الأشعري أن النبي حدّثه قال: (إن الله ﷿ أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات، يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، وأنه كاد يبطئ بهن، أو كأنه أبطأ، فقال له عيسى: إن الله ﷿ أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن؛ فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم، قال يحيى : إن سبقتني بهن خشيت أن يخسف بي، قال: فجمعهم في بيت المقدس حتى امتلأ، وقعدوا على الشُّرَف، فحمد الله وأثنى عليه وقال: إن الله تعالى أمرني بخمس كلمات أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن، أولاهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو وَرِق فقال: هذه داري وهذا عملي، فاعمل وأدِّ إليِّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيُّكم يسرُّه أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأمركم بالصلاة؛ فإذا صلّيتم فلا تلتفتوا؛ فإن الله ﷿ ينصب وجهه لوجه عبده ما لم يلتفت في صلاته، وأمركم بالصيام، وإنما مثل ذلك مثل رجل معه صُرَّة فيها مسك في عصابة كلهم يعجبه أن يجد ريحه، وإن خُلوف فم الصائم عند ربه أطيب من ريح المسك، وإن الله أمركم بالصدقة، وإنما مثل ذلك مثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، فقال: دعوني أفد نفسي منكم، فجعل يعطيهم القليل والكثير حتى يفدي نفسه، وإن الله أمركم بذكر الله كثيراً، وإنما مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعاً فأتى حصناً حصيناً فتحصن فيه منهم، وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا ذكر الله ﷿.

قال: وقال رسول الله : (إن الله أمرني بخمس أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله ﷿، فإنه من فارق الجماعة قِيدَ شبر فقد خلع رِبْقة الإسلام من عنقه إلاّ أن يراجع، ومن دعا دعوى الجاهلية كان من جِثِي جهنم)، قيل: يا رسول الله، وإن صام وصلّى وزعم أنه مسلم؟ قال: (وإن صام وصلّى وزعم أنه مسلم، ادعوا بدعوى الله ﷿ الذي سمّاكم المسلمين، المؤمنين عبادَ الله).

رواه مروان بن محمد، ومحمد بن شعيب ابن شابور، وغير واحد، عن معاوية بن سلام. أخرجه ابن منده وأبو نعيم مطولاً، واختصره أبو عمر.

قلت: ذكر بعض العلماء أن هذا الحارث ابن الحارث الأشعري ليس هو أبا مالك،

<<  <  ج: ص:  >  >>