وقال ابن إسحاق: لم يشهد خَوَّاتٌ بدراً، ولكن رسول الله ﷺ ضرب له بسهمه مع أصحاب بدر، ومثله قال ابن لكلبي.
وهو صاحب ذات النحيين، وهي امرأة من بني تيم الله كانت تبيع السمن في الجاهلية، وتضرب العرب المثل بها فتقول: أشْغَل من ذات النِّحْيَين، والقصة مشهورة فلا نطوِّل بذكرها.
أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو موسى، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب، أخبرنا الهيثم بن خالد المصيصي، أخبرنا داود بن منصور، حدثنا جرير بن حازم، حدثنا أبو غسان الأهوازي، أخبرنا الجراح بن مخلد، أخبرنا وهب ابن جرير، أخبرنا أبي قال: سمعت زيد بن أسلم يحدث أن خوات بن جبير قال: نزلنا مع رسول الله ﷺ مَرَّ الظَّهْران. قال: فخرجت من خبائي فإذا بنسوة يتحدثن فأعجبنني، فرجعت فاستخرجت حلة فلبستها، وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله ﷺ من قُبَّة، فلما رأيت رسول الله ﷺ هِبَتُه واختلطت، وقلت: يا رسول الله، جمل لي شَرَد فأنا أبتغي له قيداً. ومضى فاتبعته فألقى إلى رداءه، دخل الأراك فقضى حاجته وتوضأ، فأقبل والماء يسيل على صدره من لحيته. فقال: أبا عبد الله، ما فعل ذلك الجمل؟ وارتحلنا، فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال: السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شُرَاد ذلك الجمل؟ فلما رأيت ذلك تغيبت إلى المدينة، واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي ﷺ، فلما طال ذلك عليّ أتيت المسجد، فقمت أصلي، فخرج رسول الله ﷺ من حُجره. فجاء فصلى ركعتين، فطولت رجاء أن يذهب ويدعني. فقال: أبا عبد الله، طَوِّل ما شئت أن تطول، فلست بمنصرف حتى تنصرف. فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله ﷺ ولأبرئن صدره. فلما انصرفت قال: السلام عليك أبا عبد الله، ما فعل شُرَاد ذلك الجمل؟ قلت: والذي بعثك بالحق ما شَرَد ذلك الجمل منذ أسلمت. فقال: يرحمك الله، ثلاثاً، ثم لم يعد لشيء مما كان.
وقد روى عن النبي ﷺ، صلاة الخوف، و (ما أسكر كثيره فقليله حرام).
وتوفي بالمدينة سنة أربعين، وعمره أربع وتسعون سنة. وكان يخضب بالحناء،