همزة، وهو حميري؛ يكنى: أبا شُرَحْبيل. وقيل: أبو شراحيل. وكان إسلامه في حياة رسول الله ﷺ.
روى ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، عن حسان بن كليب الحميري، قال: سمعت من ذي الكلاع الحميري، يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (اتركوا الترك ما تركوكم).
وكان رئيساً في قومه متبوعاً، أسلم وكتب إليه النبي ﷺ في التعاون على قتل الأسود العنسي، وكان الرسول جرير بن عبد الله البجلي، وقيل: جابر بن عبد الله. والأول أصح. وقد تقدمت القصة في ذي عمرو.
ثم إن ذا الكلاع خرج إلى الشام وأقام به، فلما كانت الفتنة كان هو القَيِّم بأمر صفين، وقتل فيها. قيل: إن معاوية سَرَّه قتلُه. وذلك أنه بلغه أن النبي ﷺ قال لعمار بن ياسر:(تقتله الفئة الباغية). فقال لمعاوية وعمرو: ما هذا؟ وكيف نقاتل علياً وعماراً. فقالوا: إنه يعود إلينا ويقتل معنا. فلما قتل ذو الكلاع وقُتِل عمار، قال معاوية: لو كان ذو الكلاع حياً لمال بنصف الناس إلى عليّ.
وقيل: إنما أراد الخلاف على معاوية، لأنه صح عنده أن علياً برئ من دم عثمان.
وقال أبو عمر: ولا أعلم لذي الكلاع صحبة أكثر من إسلامه واتباعه النبي ﷺ في حياته، ولا أعلم له رواية إلا عن عمرو وعوف بن مالك.
ولما قتل ذو الكلاع أرسل ابنه شرحبيل إلى الأشعث بن قيس يرغَب إليه في جثة أبيه، فقال الأشعث: إني أخاف أن يتهمني أمير المؤمنين، ولكن عليك بسعيد بن قيس، يعني الهمداني، فإنه في الميمنة. وكان معاوية قد منع أهل الشام أن يدخلوا عسكر علي؛ لئلا يفسدو عليه. فأتى ابن ذي الكلاع إلى معاوية فاستأذنه في دخول عسكرهم إلى سعيد بن قيس، فأذن له، فأتى سعيداً، فأذن له في أخذ جيفة أبيه، فأخذها. وكان الذي قتل ذا الكلاع الأشترُ النخعي، وقيل: حُرَيث بن جابر.
روى عن أبي ميسرة عَمْرو بن شرحبيل الهَمْداني قال: رأيتُ عَمّار بن ياسر، وذا الكلاع في المنام في ثياب بيض في أفنية الجنة، فقلت: ألم يقتل بعضكم بعضاً؟ قالوا: بلى، ولكن