وقال: قال ابن إسحاق: إن رافعاً أول من قدم المدينة بسورة يوسف.
روى عنه ابنه رفاعة بن رافع بن جبريل أتى النبي ﷺ وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف أهل بدر فيكم؟ قال:(هم أفاضلنا). قال جبريل: فكذلك من شهدها من الملائكة.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده، إلى يونس بن بكير، عن إسحاق، قال: أخبرني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قال: لما لقى رسول الله ﷺ النفر الستة من الأنصار من الخزرج بمكة وجلسوا معه، فدعاهم إلى الله ﷿ وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن وذكرهم، وقال: كان من زريق بن عامر: رافع بن مالك بن العَجْلان بن عمرو بن عامر بن زريق بن عامر بن زُرَيق بن عبد حارثة بن مالك.
فلما قدموا المدينة ذكروا لقومهم الإسلام ودعوهم إليه، ففشا فيهم، فلم تبق دار من دون الأنصار إلا وفيه ذِكْر من رسول الله ﷺ.
حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلاً، لقوا رسول الله ﷺ بالعقبة، وهي العقبة الأولى، فبايعوه على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفرض عليهم الحرب.
ثم كانت العقبة الثانية وشهدها سبعون من الأنصار، وبايعهم رسول الله على حرب الأحمر والأسود، واشترط على القوم لربه، وجعل لهم على الوفاء بذلك الجنة، وكان فيهم رافع بن مالك نقيباً.
وقيل: إنه هاجر إلى النبي ﷺ، وأقام معه بمكة، فلما نزلت سورة طه كتبها، ثم أقبل بها إلى المدينة فقرأها على بني زريق؛ قاله ابن إسحاق.
وقال ابن منده عن ابن إسحاق: إن رافعاً شهد بدراً. وقال أبو عمر عن ابن إسحاق: إنه لم يشهد. ولا شك أن أبا عمر قد نقل من مغازي البكائي أو سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق؛ فإنه لم يذكر رافعاً في هاتين الروايتين فيمن شهد بدراً، ورواه يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً من الأنصار، قال: ومن بني العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق: رافع بن مالك بن العجلان. وذكره غيره، والله أعلم.