للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مانع لما وراء ظهره، قال الزبرقان: والله لقد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال. قال عمرو: إنك لزَمِرُ المروءة، ضيق العَطَن، أحمق الأب، لئيم الخال. ثم قال: يا رسول الله، لقد صدقت فيهما جميعاً، أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم فيه، وأسخطني فقلت بأسوأ ما أعلم فيه، فقال رسول الله : (إن من البيان لسحرا).

وكان يقال للزبرقان: قَمَرُ نجد، لجماله. وكان ممن يدخل مكة متعمماً لحسنه، وولاه رسول الله صدقات قومه بني عوف،، فأداها في الردة إلى أبي بكر، فأقره أبو بكر على الصدقة لما رأى من ثباته على الإسلام وحمله الصدقة إليه حين ارتد الناس، وكذلك عمر بن الخطاب.

قال رجل في الزبرقان من النمر بن قاسط، يمدحه وقيل، قالها الحطيئة:

تقول خليلتي لما التقينا … سيُدْركنا بنو القَرْم الهِجَان

سَيْدْركنا بنو القَمَر بن بَدْرٍ … سراجِ الليل للشمسِ الحَصَان

فقلت: ادعى وأدْعُوَ إنَّ أنْدى … لِصَوْت أن ينادِي دعيان

فمن يك سائلاً عني فإني … أنا النَمَري جارُ الزبرقان

وكان الزبرقان قد سار إلى عمر بصدقات قومه، فلقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريد العراق فراراً من السَّنَة وطلباً للعيش، فأمره الزبرقان أنْ يقصد أهله وأعطاه أمارة يكون بها ضيفاً له حتى يلحق به، ففعل الحطيئة، ثم هجاه الحطيئة بقوله:

دَعِ المكارمَ لا ترْحلْ لبُغْيَتِها … واقعُد فإنَّك أنتَ الطاعِمُ الكاسي

فشكاه الزبرقان إلى عمر، فسأل عمرُ حسَّانَ ابن ثابت عن قوله إنه هجو، فحكم أنه هجو له وضَعَة فحبسه عمر في مطمورة حتى شفع فيه عبد الرحمن بن عوف والزبير، فأطلقه بعد أن أخذ عليه العهد أن لا يهجو أحداً، وتهدده إن فعل، والقصة مشهورة، وهي أطول من هذه، وللزبرقان شعر فمنه قوله:

نحن الملوكُ فلا حَيٌّ يُقَارِبنا … فينا العَلاءَ وفينا تُنْصَب البِيعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>