للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا سفيان، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن الزبير بن العوام، عن أبيه، قال: لما نزلت: ﴿ثُمَّ لتُسألُنَّ يوْمِئذٍ عنِ النَّعِيم﴾ قال الزبير: يا رسول الله، وأي النعيم نسأل عنه، وإنما هو الأسودان: التمر والماء؟ قال: أما إنه سيكون.

قيل: كان للزبير ألف مملوك، يؤدون إليه الخراج، فما يُدْخِل إلى بيته منها درهماً واحداً، كان يتصدق بذلك كله، ومدحه حسان ففضله على الجميع، فقال:

أقامَ على عهْدِ النبي وهَدْيِه … حَوَارِيُّه والقول بالفعل يُعْدَلُ

أقام على مِنْهاجهِ وطريقهِ … يوالي وَلِيَّ الحقِّ والحقُّ أعدل

هو الفارسُ المشهور والبطلُ الذي … يَصُول إذا ما كان يوم مُحَجَّل

وإنَّ امرأ كانت صفية أمَّه … ومن أسَدٍ في بيته لَمُرَفَّلُ

له من رسول الله قُرْبى قَرِيبةٌ … ومن نصرةِ الإسلام مجدٌ موثَّل

فكم كربة ذَبَّ الزبيرُ بسيفه … عن المصطفى، والله يُعطي ويُجْزل

إذا كَشَفَتْ عن سَاقِها الحربُ حَشَّها … بأبيض سباق إلى الموت يُرْقِل

فما مِثْلهُ فيهم ولا كان قَبلَه … وليس يكونُ الدهرَ ما دامَ يَذْبُل

وقال هشام بن عروة: أوصى إلى الزبير سبعةٌ من أصحاب النبي منهم: عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، والمقداد، وابن مسعود وغيرهم. وكان يحفظ على أولادهم مالهم، وينفق عليهم من ماله.

وشهد الزبير الجمل مقاتلاً لعلي، فناداه علي ودعاه، فانفرد به وقال له: أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رسول الله، فنظر إلي وضحك وضحكتُ فقلت أنت: لا يدع ابن أبي طالب زهوَه فقال: (ليس بمُزْهٍ، ولتقاتِلنَّه وأنت له ظالم)، فذكر الزبير ذلك، فانصرف عن القتال، فنزل بوادي السباع وقام يصلي فأتاه ابن جُرموز فقتله؟ وجاء بسيفه إلى علي فقال: إن هذا سيف طالما فَرَّج الكُرب عن رسول الله ، ثم قال: (بَشِّر قاتل ابن صَفيَّة بالنار).

<<  <  ج: ص:  >  >>