للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا الدين حتى أقدم على أحبار خيبر، فوجدتهم يعبدون الله، ويشركون به، فقلت: ما هذا الدين الذي أبتغي. فخرجت، فقال لي شيخ منهم: إنك لتسأل عن دين ما نعلم أحداً يعبد الله به إلا شيخاً بالحِيرة. قال: فخرجت حتى أقدم عليه، فلما رآني قال: ممن أنت؟ قلت: أنا من أهل بيت الله من أهل الشَّوْك والقَرَظ. قال: إن الذي تطلب قد ظهر ببلادك، قد بُعِثَ نَبيّ قد طلع نجْمهُ، وجميع من رأيتهم في ضلال، قال: فلم أحس بشيء.

قال زيد: ومات زيد بن عَمْرو. وأنزل على النبيَّ ، فقال النبي لزيد: (إنهُ يبعث يوم القيامة أمة واحدة).

وأخبرنا أبو جعفر بن السمين البَغْدَادي بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء، بنت أبي بكر، قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل مُسْنِداً ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معشر قريش، والذي نفس زيد بيده ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري. وكان يقول: اللهم لو أني أعلم أحبَّ الوجوه إليك عبدتك به، ولكني لا أعلمه. ثم يسجد على راحته.

قال: وحدثنا ابن إسحاق قال: حدثني بعض آل زيد: كان إذا دخل الكعبة قال: لَبَّيك حقاً حقاً، تعبداً ورِقّاً، عذت بما عاذ به إبراهيم.

ويقول وهو قائم:

أنفي لك اللهمَّ عانٍ راغِمْ … مهما تُجَشِّمْنِي فإني جَاشِمْ

البِرّ أبْغِي لا الخال … وهل مُهَجِّر كمن قال

قال ابن إسحاق: وكان الخطاب بن نفيل قد آذى زيد بن عمرو بن نفيل حتى خرج إلى أعلى مكة، فنزل حراء مقابل مكة، ووكل به الخطاب شباباً من شبب قريش، وسفهاء من

<<  <  ج: ص:  >  >>